مستقبل الأمن الدولي والأوروبي
د. عبد المنعم سعيد
الثلاثاء. 19 أبريل., 2022
دخل العالم في مدار جديد غير الذي كان فيه منذ انتهاء الحرب الباردة، وبشكل ما بدت روسيا ومن قبلها الصين تسعيان إلى نوع من المراجعة "Revision" للنظام الدولي مرة أخرى، ولم يكن النظام الجديد الذي وُلِد عقب انتهاء الحرب الباردة قائمًا على المراجعات التي جرت له خلال العقود السابقة، وإنما على نظريات جديدة حاولت وضع التغيرات التي ألمَّت بنظام القطبين موضع المسألة، ومن الناحية العملية بات النظام الدولي نظامًا للقطبية الأحادية ممثَّلة في الولايات المتحدة، ومن ورائها حلف شمال الأطلسي (الناتو) والمعسكر الغربي في عمومه، والتي بات عليها أن تعيد تنظيم العالم وفقًا لرؤاها الخاصة، وهو التنظيم الذي اصطُلِح على تسميته العولمة. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية (١٩٩٠ - ٢٠٢٠) كانت قسمات القطبية الأحادية والعولمة هما المحددان الأساسيان للنظام الدولي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، لكن العامين الأخيرين شهدا تغيرات جوهرية، كان أولها أن واجه المعسكر الغربي في عمومه والولايات المتحدة قدرًا كبيرًا من الوهن، تجسَّد في هزيمة الولايات المتحدة، وتراجعها وخروجها من الشرق الأوسط، فضلًا عن تقلبها السياسي الداخلي ما بين مذاهب...