IDSC logo
مجلس الوزراء
مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار

الأزمة الروسية الأوكرانية: حدود التأثير على قطاع السياحة المصرية وتعامل الدولة في هذا الشأن

 الثلاثاء. 14 يونيو., 2022

الأزمة الروسية الأوكرانية: حدود التأثير على قطاع السياحة المصرية وتعامل الدولة في هذا الشأن

 أ. سامية سامي

قبيل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية كان قطاع السياحة العالمي يسير في مسار التعافي، حيث شهدت السياحة الدولية زيادة بنسبة 4.6% عام 2021، لتصل إلى 421.3 مليون سائح دولي وافد، بزيادة 18.7 مليون سائح دولي، مقارنة بعام 2020، ومع ذلك كان لا يزال الوافدون الدوليون أقل بنسبة 71.3% عن مستويات ما قبل الجائحة عام 2019، وكان الارتفاع في السياحة الدولية خلال عام 2021، مقارنة بعام 2020 -الذي شهد تفشي "كوفيد-19"- نتيجة زيادة ثقة المسافرين، وشعورهم بعدم الخوف من الوباء في ظل الزيادة الكبيرة في عدد الأفراد الذين تلقوا اللقاحات على مستوى العالم، وتخفيف قيود الدخول في العديد من الوجهات السياحية.

قبيل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية كان قطاع السياحة العالمي يسير في مسار التعافي، حيث شهدت السياحة الدولية زيادة بنسبة 4.6% عام 2021، لتصل إلى 421.3 مليون سائح دولي وافد، بزيادة 18.7 مليون سائح دولي، مقارنة بعام 2020، ومع ذلك كان لا يزال الوافدون الدوليون أقل بنسبة 71.3% عن مستويات ما قبل الجائحة عام 2019، وكان الارتفاع في السياحة الدولية خلال عام 2021، مقارنة بعام 2020 -الذي شهد تفشي "كوفيد-19"- نتيجة زيادة ثقة المسافرين، وشعورهم بعدم الخوف من الوباء في ظل الزيادة الكبيرة في عدد الأفراد الذين تلقوا اللقاحات على مستوى العالم،  وتخفيف قيود الدخول في العديد من الوجهات السياحية. 

وفي عام 2022، كانت توقعات "منظمة السياحة العالمية" تشير إلى إمكانية نمو السياحة الدولية بنسبة تتراوح بين 30% - 78%، مقارنة بعام 2021، بيد أن الحرب الروسية الأوكرانية جاءت لتضع ضغوطًا هبوطية لهذه التوقعات؛ نظرًا لأن صناعة السياحة شديدة الحساسية وترتبط بالأحداث العالمية السياسية والاقتصادية، حيث يعتبر عنصر الأمن والأمان ركيزة أساسية للسفر.

ففي أعقاب بداية الحرب الروسية الأوكرانية تصاعدت التداعيات السلبية على جميع الأنشطة الاقتصادية بشكل عام، وعلى قطاع السياحة على وجه الخصوص، وهو ما ظهر جليًّا في إلغاء حجوزات السياح من الدول المصدرة للسياحة، وفي مقدمتها أوكرانيا وروسيا ودول البلقان المجاورة، وهو ما كان له تداعياته السلبية على السياحة في مصر -شأنها في ذلك شأن الأسواق والجهات السياحية الرئيسة في العالم- خاصة أن مصر من كبرى الوجهات السياحية المفضلة لدى الروس والأوكرانيين.

قبيل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية كان قطاع السياحة العالمي يسير في مسار التعافي، حيث شهدت السياحة الدولية زيادة بنسبة 4.6% عام 2021، لتصل إلى 421.3 مليون سائح دولي وافد، بزيادة 18.7 مليون سائح دولي، مقارنة بعام 2020، ومع ذلك كان لا يزال الوافدون الدوليون أقل بنسبة 71.3% عن مستويات ما قبل الجائحة عام 2019، وكان الارتفاع في السياحة الدولية خلال عام 2021، مقارنة بعام 2020 -الذي شهد تفشي "كوفيد-19"- نتيجة زيادة ثقة المسافرين، وشعورهم بعدم الخوف من الوباء في ظل الزيادة الكبيرة في عدد الأفراد الذين تلقوا اللقاحات على مستوى العالم،  وتخفيف قيود الدخول في العديد من الوجهات السياحية. 

وفي عام 2022، كانت توقعات "منظمة السياحة العالمية" تشير إلى إمكانية نمو السياحة الدولية بنسبة تتراوح بين 30% - 78%، مقارنة بعام 2021، بيد أن الحرب الروسية الأوكرانية جاءت لتضع ضغوطًا هبوطية لهذه التوقعات؛ نظرًا لأن صناعة السياحة شديدة الحساسية وترتبط بالأحداث العالمية السياسية والاقتصادية، حيث يعتبر عنصر الأمن والأمان ركيزة أساسية للسفر.

ففي أعقاب بداية الحرب الروسية الأوكرانية تصاعدت التداعيات السلبية على جميع الأنشطة الاقتصادية بشكل عام، وعلى قطاع السياحة على وجه الخصوص، وهو ما ظهر جليًّا في إلغاء حجوزات السياح من الدول المصدرة للسياحة، وفي مقدمتها أوكرانيا وروسيا ودول البلقان المجاورة، وهو ما كان له تداعياته السلبية على السياحة في مصر -شأنها في ذلك شأن الأسواق والجهات السياحية الرئيسة في العالم- خاصة أن مصر من كبرى الوجهات السياحية المفضلة لدى الروس والأوكرانيين.

اتصالًا، فقد فرضت دول عديدة عقوبات على روسيا في أعقاب بداية الحرب؛ مما دفع السلطات في موسكو لنصيحة المواطنين الروس بعدم السفر إلى هذه الدول، هذا من جانب، كما كان للعقوبات تأثير سلبي على شركات الطيران الروسية وصناعة السياحة العالمية التي لا تزال تعاني من تأثير جائحة "كوفيد -19" من جانب آخر. 

ومن الجدير بالذكر، أن السياح الروس كان يشكلون، على مدى العقدين الماضيين، النسبة الكبرى من السائحين الوافدين إلى الدول الأوروبية والآسيوية والشرق أوسطية، وبالتالي يمثل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية خطرًا على العديد من الوجهات التي تعتمد على السائحين الروس، وبحسب بيانات منصة Mabrian Technologies، المتخصصة في بيانات صناعة السفر والسياحة، فإن أفضل 25 وجهة للسياحة الروسية هي: تركيا، أوكرانيا، أوزبكستان، الإمارات العربية المتحدة، طاجيكستان، أرمينيا، ألمانيا، قيرغيزستان، بيلاروسيا، أذربيجان، اليونان، مصر، كازاخستان، قبرص، مولدوفا، إيطاليا، المجر، الولايات المتحدة، فرنسا، هولندا، المملكة المتحدة، بلغاريا، إسبانيا، الهند، وأخيرًا جمهورية التشيك.

هذا، وتجدر الإشارة إلى أن كلًا من روسيا وأوكرانيا تشكلان معًا 3% من الإنفاق العالمي على السياحة الدولية عام 2020، وعليه يمكن فقدان ما لا يقل عن 14 مليار دولار أمريكي من عائدات السياحة العالمية إذا طال الصراع.

حدود تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على قطاع السياحة المصري 

بلغ عدد السياح الروس الوافدين لمصر في

عام 2021 نحو 1.1 مليون سائح، وهو ما يشكل نحو 14.2% من إجمالي السياحة الوافدة لمصر (لا تشمل الرحلات السريعة)، وقد كان من المتوقع أن يزور مصر نحو 400 ألف سائح روسي شهريًا مع عودة السياحة الروسية بعد أن حققت الإيرادات السياحية نحو 8.9 مليارات دولار خلال عام 2021 لتقترب من مستويات ما قبل "كوفيد-19".

ولكن اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا مثل تحديًا كبيرًا للموسم السياحي الشتوي بالمدن السياحية، حيث إن عدد السائحين الأوكرانيين الوافدين تقلص من 103.3 آلاف سائح وافد في يناير 2022 إلى 58.6 ألف سائح في فبراير 2022، وبنسبة تراجع تخطت 76% مع بداية الحرب.

حيث أشار "يحيى راشد" وزير السياحة الأسبق، إلى أن خسائر السوق السياحية المصرية، بسبب تداعيات الحرب ربما تكون فادحة، مما يؤكد ضرورة التحرك وبأقصى سرعة لوضع استراتيجية جديدة وتخطيط شامل؛ بهدف إيجاد أسواق بديلة تكون بعيدة عن المناطق الساخنة، في حين أكدت النائبة "نورا على"، رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، أن هناك تأثيرًا سلبيًّا للأزمة على السياحة الوافدة لمصر، حيث إن غياب الأوكرانيين عن المناطق السياحية في مصر، سيؤثر على إشغالات الفنادق بنسبة تتراوح بين 20 و25%.

ويرى الخبير السياحي معتز صدقي نائب رئيس لجنة السياحة بالغرفة الأمريكية والمدير العام لـ "ترافكو جروب"، أن التأثر السلبي على السوق السياحية المصرية سيكون محدودًا وعلى المدى القريب؛ نظرًا لأن مصر كسوق مستقبلة للسياحة لديها القدرة على التكيف مع تلك الأحداث.

وبالفعل، فإن السياحة في مصر تواصل تحقيق معدلات إيجابية خلال العام الجاري 2022، وبخاصة من دول أوروبا الغربية، حيث من المتوقع زيادة عدد السياح الوافدين بنسبة تتراوح بين 10 و15% كحد أدنى خلال الشهور القليلة المقبلة، وفي هذا الشأن فقد أشار موقع RUSSTD المتخصص في السفر، إلى أن نتائج البحث والحجز عبر موقع Travelata.ru الشهير، تظهر أن مصر ضمن أكثر الوجهات تفضيلًا لدى 52% من السائحين الروس خلال الموسم الشتوي لعام (2021-2022) ، كما أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة Yandex الروسية، على عينة من 10 آلاف مواطن روسي في مارس 2021، أن 60% من السياح الروس يفضلون مصر، وتركيا،  وتايلاند، وعددًا من دول أوروبا ومنها، إيطاليا وإسبانيا "كأكثر وجهات السفر المرغوبة".

تحرك الدولة المصرية للتعامل مع الأزمة الراهنة

في إطار مواجهة التداعيات السلبية لجائحة "كوفيد-19" اتخذت الدولة المصرية مجموعة من القرارات، وأطلقت عدة مبادرات دعمًا للقطاع السياحي لمجابهة تداعيات الجائحة، والتي استهدفت تخفيف الأعباء المالية، عبر تقديم قروض تمويلية لدفع رواتب العاملين في القطاع بفائدة منخفضة، وتخفيض النسبة التي تقوم بسدادها المنشآت الفندقية والسياحية مقابل استهلاك الكهرباء والمياه والغاز، وإرجاء سداد المديونيات وجدولتها، والإعفاء من الضريبة على العقارات المستخدمة بشكل فعلي في الأنشطة السياحية والفندقية، وإعفاء جميع الكافيتريات والبازارات التابعة للمجلس الأعلى للآثار الموجودة بالمتاحف والمواقع الأثرية من دفع الإيجارات، ليس هذا فحسب، بل امتد الدعم المالي المقدم من الدولة لقطاع السياحة ليشتمل على صرف الإعانة المقدمة من صندوق الطوارئ بوزارة القوى العاملة للعاملين بالقطاع خلال الفترة (أبريل 2020 - 31 أكتوبر 2021).

فضلًا عن استضافة المدونين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي من جنسيات مختلفة، ورعاية العديد من البطولات الرياضية والمهرجانات والفعاليات المحلية والدولية واستضافتها، وإنتاج مجموعة من الأفلام الترويجية والتوثيقية عن السياحة المصرية. 

وفي إطار مواجهة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، فقد أصدر الدكتور "خالد العناني": وزير السياحة والآثار قرارًا بتشكيل لجنة تختص بمتابعة جميع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية؛ لتقوم، وبصفة مستمرة، بمتابعة مستجدات تداعيات الحرب على قطاع السياحة المصري، وتوفير جميع سبُل ووسائل الراحة للسائحين الموجودين بمصر من مختلف دول العالم.

كما وجه الوزير بضرورة استمرار الوزارة في إيفاد لجان للمرور على جميع المنشآت الفندقية بجميع أنواعها في المحافظات السياحية المختلفة والتأكد من راحة وسلامة جميع السائحين بها، بجانب استمرار المتابعة على أرض الواقع بالتنسيق مع الاتحاد والغرف السياحية المعنية والجهات المعنية، وكذلك استمرار الوزارة في المتابعة وإجراء التنسيقات اللازمة مع وزارة الخارجية والأجهزة المعنية في الدولة لحين عودة كافة السائحين.

وأضاف أن الخط الساخن لـوزارة السياحة والآثار، الذي يتحدث باللغتين الروسية والأوكرانية، جاهز لتلقي استفسارات السياح لحل المشكلات التي تواجههم، مؤكدًا أن السفراء كانوا يتابعون كيفية تعامل الدولة المصرية مع الملف السياحي في الأزمات.

كما وجه "عبد الفتاح العاصي" مساعد وزير السياحة والآثار لشؤون المنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية، منشورًا مهمًا وعاجلًا إلى غرفة المنشآت الفندقية لتعميمه على جميع الفنادق، أكد خلاله استمرار إقامة السائحين الأوكرانيين والروس الموجودين بالفنادق المصرية وعدم الامتناع عن تقديم أي خدمات تقدم لهم لحين عودتهم إلى بلادهم.

وفى 2 مارس الماضي، أعلنت الوزارة عن تحمل "صندوق هيئة تنشيط السياحة" تكاليف إقامة السائحين العالقين، شريطة أن يتم نقلهم إلى فنادق فئة الـ 3 نجوم.

بعض الحلول المقترحة لتخطي تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على قطاع السياحة المصري 

• تعزيز الوجود الإلكتروني للشركات ووكلاء السفر: حيث تعتمد نسبة كبيرة من السائحين على الإنترنت في التخطيط والحجز للسفر.

• تخفيض مدة الإقامة: لمواجهة الأزمات الاقتصادية يمكن تقديم برامج سياحية مختلفة ومتنوعة، تراعي تفضيلات واحتياجات السياح الوافدين، فعلى سبيل المثال تتراوح مدة الإقامة المفضلة للسائح الروسي من (4 إلى 14) يومًا، وهو ما يُعد مناسبًا لجذب مزيد من السائحين.

• البحث عن أسواق بديلة، باعتباره أحد البدائل للسياح، وفي هذا الصدد فإن الصين والهند والبرازيل من أهم الأسواق الناشئة التي يمكن استهدافها، حيث تعد الدول الثلاث ضمن أعلى دول العالم من حيث الناتج المحلي، كما يمكن استهداف السياح من ألمانيا وإنجلترا، بعد رفع جميع الضوابط المرتبطة بـ "كوفيد-19" والمقيدة للسفر، ناهيك عن إمكانية استقطاب أفواج جديدة من أسواق دول أمريكا اللاتينية، خاصة مع وجود مؤشرات توضح اهتمام مواطني هذه الدول بالسياحة الثقافية، الممثلة في معالم الأقصر وأسوان.

• تعظيم الاستفادة من مؤتمر COP 27  حيث تستعد مصر وتحديدًا مدينة شرم الشيخ لاستضافة مؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 27، في نوفمبر المقبل، وهو ما يمثل فرصة ممتازة للتسويق للسياحة المصرية وتسليط الأضواء الإعلامية عليها.

واخيرًا، مما سبق يتضح أن هناك حاجة إلى أهمية تنوع الأسواق السياحية والمنتجات السياحية من نوع نايل كروز والرحلات البحرية الطويلة وربط المنتج السياحي الثقافي بالترفيه وسياحة المغامرات، والعمل على زيادة معدلات الجذب للأسواق الحالية لتجنب التأثير الآني للأزمات الراهنة والمستقبلية. 

تقييم الموقع