الإثنين. 31 أكتوبر., 2022
أ/ أميرة عبد المعز
تعد مشكلة هدر الطعام من أكثر التحديات التى تواجه العالم. حيث أدت زيادة النمو السكانى والتنمية الصناعية والتغير فى أنماط الحياة إلى توليد المزيد من نفايات الطعام. طبقًا لمنظمة الأغذية والزاعة (الفاو)، فإن نحو ثلت الطعام يهدر سنويًا في العالم، ولا يحدث هدر الطعام فقط بواسطة المستهلك، ولكنه يحدث منذ بداية عملية الإنتاج الأولي إلى مرحلة الاستهلاك المنزلى النهائى. فى الدول النامية يحدث معظم الفقد فى الطعام أثناء مرحلة الإنتاج، بينما فى الدول المتقدمة يحدث معظم الهدر فى الغذاء بواسطة القطاع العائلى أثناء الاستهلاك.
تعد مشكلة هدر الطعام من أكثر التحديات التى تواجه العالم. حيث أدت زيادة النمو السكانى والتنمية الصناعية والتغير فى أنماط الحياة إلى توليد المزيد من نفايات الطعام. طبقًا لمنظمة الأغذية والزاعة (الفاو)، فإن نحو ثلت الطعام يهدر سنويًا في العالم، ولا يحدث هدر الطعام فقط بواسطة المستهلك، ولكنه يحدث منذ بداية عملية الإنتاج الأولي إلى مرحلة الاستهلاك المنزلى النهائى. فى الدول النامية يحدث معظم الفقد فى الطعام أثناء مرحلة الإنتاج، بينما فى الدول المتقدمة يحدث معظم الهدر فى الغذاء بواسطة القطاع العائلى أثناء الاستهلاك.
أولًا: تداعيات اقتصادية وبيئية واجتماعية لهدر الطعام:
التداعيات الاقتصادية
تبلغ الخسائر الاقتصادية الناتجة عن فقد الطعام فى العالم نحو 940 مليار دولار سنويًا. فى إفريقيا يصل إجمالى خسائر الحبوب بعد الحصاد نحو4 مليارات دولار سنويًا. بينما فى الولايات المتحدة تهدر الأسر المتوسطة المكونة من أربعة أفراد نحو1500 دولار سنويًا من الطعام. بينما فى المملكة المتحدة تهدر الأسر المتوسطة الدخل نحو700 جنيه إسترلينى من الطعام الصالح للاكل سنويًا.
هدر الطعام يؤثر على سياسات التسعير، حيث إنه يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء؛ ونتيجة لذلك فإن أصحاب الدخول المنخفضة لا يستطيعون تحمل تكلفة الغذاء ويكونون أكثر عرضة للخطر. بالإضافة إلى أنه أثناء عملية التصنيع يهدر المزيد من الطعام؛ مما يؤثر على أرباح المنتجين.
هدر الطعام له تأثير خطير على البيئة، حيث إن هدر الطعام مسؤول عن 6٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، حيث إن تحلل بقايا الطعام الملقى فى سلة المهملات يساهم فى انبعاث غاز الميثان السام الذي يؤدي إلى حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري. بالإضافة إلى أن هدر الطعام يمثل أيضًا هدرًا للموارد كالمياه والطاقة والأرض. حيث إن الطعام المهدر يتسبب فى ضياع ربع المياه المستخدمة فى الزراعة.
هناك ما يقرب من مليار شخص يعاني من الجوع حول العالم. حيث إن في معظم الدول النامية يهدر الطعام بالقرب من المزرعة، وذلك يؤثر على دخول المزارعين، وقد تصل إلى عدم قدرتهم على إطعام أسرهم. بالإضافة إلى أن الطعام المهدر في الدول المتقدمة من الممكن أن يستخدم لإطعام العديد من الأسر في الدول النامية.
نتيجة لهذا، أصبح العالم أكثر وعيًا واهتمامًا بمشكلة فقد الطعام، وأصبحت الشركات والمؤسسات الدولية تولى اهتمامًا كبيرًا بمشكلة هدر الطعام. حيث إن الحد من هدر الطعام من الممكن أن يوفر المال للمزارعين والتجار والشركات والأسر. ويمكن أن يساهم في إطعام المزيد من الأسر في الدول النامية؛ وبالتالي يساهم في القضاء على الجوع. كما أنه يساهم في توفير الأرض والمياه والمحافطة على البيئة من ظاهرة الاحتباس الحراري.
لذلك بدأت العديد من الشركات في البحث عن طرق لمساعدة الأفراد على تقليل نفايات الطعام وتشجيعهم على استخدام الطعام الذي لا يزال صالحًا للأكل أو تحويل بقايا الطعام إلى سماد.
ثانيًا: الإجراءات التي اتبعتها الشركات لتقليل الطعام المهدر:
1. رفع الوعي لمساعدة الأفراد على فهم العواقب الناتجة عن هدر الطعام:
§ في بعض الأماكن كالمدارس والمطاعم والفنادق تستخدم الشركات حوافز مختلفة لتقليل هدر الطعام. فعلى سبيل المثال في عام 2010 أطلقت شركة توزيع الخدمات الغذائية حملة "توقف عن هدر الطعام" في العديد من الجامعات الأمريكية لتوعية الطلاب بالتداعيات المترتبة على هدر الطعام، وخاصة أثره على المناخ.
§ " يونيليفر" حملة من أجل تشجيع المستهلكين على إعادة تدوير أكياس الشاي في المملكة المتحدة، حيث أثبتت الدراسات أن الشاي يشكل أكبر نسبة من نفايات الطعام في المملكة المتحدة، حيث يمثل نحو370 ألف طن من النفايات سنويًا. حيث تتضمن الحملة تشجيع الناس على التخلص من أكياس الشاي في مخلفات الطعام الخاصة بها.
2. مساعدة المستهلكين على شراء الطعام بالحجم المناسب، حيث يمكن للشركات أن تساعد المستهلكين على شراء الكمية المناسبة لهم من الطعام من خلال تقليل حجم الطعام. على سبيل المثال، قامت بعض المطاعم في الولايات المتحدة الأمريكية بتقليل حجم وجبات الطعام للمستهلكين وتطلب منهم طلب المزيد إذا أرادوا.
3. يمكن للشركات مساعدة المستهلكين على تقليل هدر الطعام من خلال نشر إرشادات لكيفية تخزين الطعام ومعلومات عن تجميد وإزالة تجميد الطعام.
4. تعد ميزات التعبئة والتغليف مثل، العبوات المنقسمة والعبوات القابلة لإعادة الإغلاق حلا آخر لمساعدة المستهلكين على الاحتفاظ بالطعام فى أفضل حالاته. كما يمكن للشركات ابتكار طرق للتعبئة والتغليف التى تساعد على الاحتفاظ بالطعام لأطول فترة ممكنة دون تلف فى المتاجر ولدى المستهلكين.
5. للشركات ذات العلامة التجارية دور مهم فى زيادة وعي المستهلك للحد من هدر الطعام، وفى الترويج لعادات أكثر استدامة للحفاظ على البيئة. فعلى سبيل المثال، فى كندا قامت العلامة التجارية "هيلمان للمايونيز من يونيليفر" بحث المشاركين على جمع بقايا الحبوب والخضراوات والبروتينات مع أنواع مختلفة من التوابل من أجل إعداد وصفات جديدة. ونتيجة لهذه المبادرة انخفض معدل هدر الطعام بواسطة الأسر بمقدار 33% خلال خمسة أسابيع.
بالإضافة إلى ذلك كرست العديد من العلامات التجارية نفسها على تحويل نفايات الطعام إلى مواد خام جديدة للمنتجات التى يعاد تدويرها. أي المنتجات المصنوعة من مخلفات الاستهلاك البشرى. على سبيل المثال تعاونت شركة مونديليز مع جمعية الأغذية المعاد تدويرها من أجل تطوير وجبات جديدة مثل، وجبات خفيفة مصنوعة من بقايا فاكهة الكاكاو.
أيضًا هناك العديد من العلامات التجارية التى تحول المكونات المعاد تدويرها لوصفات ومنتجات شهية للغاية كما فعلت شركة يونيلفير فى ألمانيا، حيث قامت باستخدام الأيس كريم غير المستخدم في صنع نكهة شيكولاته جديدة. وأتاح ذلك للشركة توفير 160 طنًا من الأيس كريم منذ عام 2020.
ثالثًا: أمثلة لبعض الشركات الناشئة المستثمرة في معالجة هدر الطعام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:
أكدت الدراسات أن دول مجلس التعاون الخليجي من كبرى الدول المهدرة للطعام على مستوى العالم. حيث في المملكة العربية السعودية يهدر الشخص نحو427 كجم من الطعام سنويًا.
بينما في الإمارات العربية المتحدة يهدر الشخص نحو 197 كجم من الطعام سنويًا. طبقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) يهدر الشخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو250 كجم من الطعام سنويًا وهو معدل مرتفع مقارنة مع الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يهدر الشخص من 95 كجم إلى 115 كجم من الطعام سنويًا. وبالتالي فإنه تعد مشكلة هدر الطعام مشكلة صارخة في هذه الدول. ونتيجة لذلك ظهرت الشركات الناشئة لتقديم حلول مبتكرة لعلاج مشكلة هدر الطعام في هذه الدول.
1. شركة Decapolis:
من الشركات الناشئة ومقرها الأردن. تهتم هذه الشركة بمعالجة مشكلة هدر الطعام فى مرحلة الزرعة، حيث إنه يهدر المزارعون العديد من المحاصيل فى الأردن بسبب الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية. تستخدم الشركة تقنيات حديثة لتوليد البيانات لتحديد الأوقات المناسبة لزراعة البذور؛ مما يساعد المزارعين على إنتاج الخضراوات والفاكهة طبقًا للمعايير الدولية.
2. شركة EreoGo :
تعد من الشركات الإماراتية الناشئة التي تهتم بحفظ الأطعمة التي أوشكت صلاحيتها على الانتهاء. أعلن دانيال سولومن أحد المؤسسين للشركة أن تركيز الشركة الأساسى يهدف إلى مكافحة إهدار الطعام ونصح المستهلكين بأن الطعام الذي على وشك انتهاء صلاحيته لا يعنى أنه سيئ بل يعنى أنه يحتاج أن يوضع فى مكان آخر.
3. شركة Uvera:
تعمل هذه الشركة فى المملكة العربية السعودية لإطالة العمر الافتراضى للحوم والمخبوزات والمنتجات الطازجة بنسبة 20-60%، وذلك باستخدام الأشعة فوق البنفسجية المعتمدة من إدارة الدواء والغذاء الأمريكية.
أمثلة لبعض الشركات الناشئة الأخرى المستثمرة فى معالجة هدر الطعام في العالم:
1. شركة Misfit Foods:
من الشركات الناشئة المستثمرة فى معالجة هدر الطعام فى الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 2015 أطلقت الشركة مفهومها القائم على تحويل الفواكه والخضراوات القبيحة إلى عصائر معبأة.
2. شركة Rubies in the Rubble:
من الشركات البريطانية الناشئة المهتمة بمعالجة الطعام المهدر. تقوم هذه الشركة بتحويل المنتجات غير المستخدمة إلى توابل صحية. حيث إنها تقوم بتحويل المنتجات المهدرة إلى كاتشب وصلصات، حتى الآن تقدم هذه الشركة مجموعة متنوعة من عشرة منتجات يتم بيعها عبر الإنترنت وفى عدد من محلات السوبر ماركت.
3. شركة ReGrained:
هي شركة ناشئة مقرها في سان فرانسسكو. تعمل الشركة على إعادة تدوير الحبوب المستهلكة من عملية تخمير البيرة إلى ألواح بروتين مغذية، تستفيد الشركة من حقيقة أنه أثناء تخمير البيرة تتم معالجة السكر من الحبوب؛ مما يتيح الوصول الأمثل إلى البروتين والألياف ومجموعة كاملة من المغذيات الدقيقة.
4. شركة Upprinting Food:
هي شركة ناشئة مقرها هولندا تستخدم تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد لتحويل أنواع مختلفة من نفايات الطعام إلى وجبات خفيفة أنيقة.
5. شركة Pulp Pantry:
هي شركة ناشئة مقرها لوس أنجلوس تهدف إلى معالجة مشكلة هدر الطعام. تقوم الشركة بإعادة استخدام لب عصير الفواكه والخضراوات الطازجة فى صنع الواجبات الخفيفة المستدامة.
6. شركة Barnana:
مقرها فى كاليفونيا، تقوم بتحويل الموز غير المناسب للتصدير (الموز ذو الحجم غير المنتظم أو غير الطازج) إلى وجبات خفيفة بسيطة تعتمد على الموز.
7. شركة Coffee Cherry Co:
تقوم الشركة بتجفيف وطحن كرز القهوة المهملة لإنتاج الدقيق. كرز القهوة هي الفاكهة التي تحمل حبوب البن من الداخل. يمكن استخدام هذا الدقيق فى استخدامات عديدة على سبيل المثال، يمكن استخدامه كمحسن للنكهة مما قد يساعد على تقليل محتوى السكر، كما أنه من الممكن دمجه مع خلطات الدقيق الأخرى.