IDSC logo
مجلس الوزراء
مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار

كيف تمكَّنت مصر من تنظيم مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27) بفعالية؟

 الأحد. 15 يناير., 2023

كيف تمكَّنت مصر من تنظيم مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27) بفعالية؟

 

جاء انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغيُّر المناخي (COP27)، والذي استضافته مصر في الفترة من ٦ حتى ۱۸ نوفمبر ۲۰۲۲، نتاج سنوات من التخطيط والعمل الجاد، وفي هذه المقالة، سنستعرض كيف تمكَّنت مصر من تنظيم (COP27)، وكيف كان النجاح رغم التحديات. لتصفح المقال يرجي الانتقال لأسفل

مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي

إن تنظيم حدث دولي ليس بالأمر الهين؛ فقد تطلبت استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27) جهودًا جبارة. 

عُقدت القمةُ في نوفمبر 2022، لمناقشة مشكلة التغير المناخي العالمي وأثره على البيئة. وقد حضر القمة، التي شملت جلسات عامة وفعاليات جانبية ومعارض، ممثلون من 197 دولة وأكثر من 3000 إعلامي من مؤسسات الإعلام والصحافة العالمية. 

ولم تألُ الحكومةُ المصريةُ جهدًا لضمان نجاح تلك القمة، وهو ما انعكس على رأي المشاركين والملاحظين الذين أشادوا بالقمة ونجاحها في توفير منصة تجمع الدول والمؤسسات والهيئات المعنية لمناقشة سُبل مكافحة التغير المناخي وتداعياته. 

فقد عملت مصر عن قرب مع فريق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي لتنظيم الحدث، كما تواصلت مع قطاع واسع من أصحاب المصالح بما في ذلك منظمات المجتمع المدني وأصحاب الأعمال ومجموعات من الشباب، وكانت النتيجة حدثًا جيدَ التنظيم جمع معظم قادة العالم؛ لمناقشة التعجيل بالعمل للحد من آثار التغير المناخي. 

علامَ اعتمدت مصر لضمان فعالية مؤتمر الأطراف؟ 

كانت مصر على دراية بأن آثار المؤتمر الملموسة لن تظهر إلا باستخدام استراتيجية فعَّالة ومنظمة؛ فقد تواصلت مع أكبر عدد ممكن من الدول لتدعيم رؤيتها، وعملت عن قُرب مع دول ذات سياسات متشابهة؛ لتكوين كتلة حلفاء قوية للدفع بالعمل المناخي. 

وبفضل هذه الجهود، أحدثت مصر تغييرًا حقيقيًّا في مؤتمر الأطراف؛ حيث تم الاتفاق على وضع هدف عالمي جديد للتغير المناخي، كما كان للمؤتمر دورٌ جوهريٌّ في ضمان التزام الدول المتقدمة بتوفير الدعم المادي لمساعدة الدول النامية على التأقلم مع آثار تغير المناخ. 

إنجازات لحقت تولِّي مصر تنظيم قمة المناخ 

على مدار السنوات الماضية تبنَّت الحكومة سياسات فيما يخص تقليل الانبعاثات ومواجهة التغير المناخي؛ حيث تبنَّت سياسات لإنهاء دعم الوقود الأحفوري تدريجيًّا، مع زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة. وتهدف مصر إلى تقليل معدلات الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون من خلال الاعتماد على الطاقة النظيفة.

وبالإضافة إلى تقليل انبعاثاتها، عملت مصر على مساعدة دول أخرى في التحول نحو الطاقة النظيفة وذلك باستضافتها النسخة الثانية من منتدى الطاقة المتجددة في إفريقيا في يوليو الماضي؛ لمناقشة كيفية زيادة إنتاج الطاقة المتجددة وبأسعار معقولة تعزِّز من رفاهية السكان الأفارقة، وكذلك الشراكة مع البنك الإفريقي للتنمية لتمويل مشروعات الطاقة المتجددة في إفريقيا. 

تحقَّق النجاح رغم التحديات 

رغم التحديات، تمكنت مصر من إقامة الحدث بنجاح. فقد كان اختيار بقعةٍ مناسبة للقمة واحدًا من أكبر التحديات بالنظر إلى ضخامة الحدث؛ إذ كان من الأمور المهمة إيجاد مكان يتسع للحضور كافة، وتتوفر به المرافق المناسبة، وقد وقع الاختيار على مدينة السلام: شرم الشيخ. 

شملت التحديات ضمان قدرة الحضور جميعًا على القدوم إلى مصر، وتطلب هذا الأمر العمل مع جميع شركات الطيران ووكالات السفر؛ لتنظيم الرحلات، وإقامة المعنيين كافة، كما كان من اللازم توفير تأشيرات لكل الجنسيات. 

ورغم هذه التحديات، تمكَّنت الحكومة المصرية من تنظيم القمة باقتدار، وكان الحدث ناجحًا بفضل العمل الجاد للأطراف كافة. 

مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27) في نقاط أساسية

كانت قمة المناخ نجاحًا مدويًّا لمصر؛ حيث نجحت في إيصال رسالتها والإيفاء بوعودها: 

مصر داعم قوي للعمل المناخي، وتلتزم بالعمل نحو مستقبل مستدام.

حققت مصر تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بتنمية الطاقة المتجددة، وتمضي قدمًا في طريقها نحو أهدافها الطموحة. 

كانت القمة منصة مهمة لمصر لعرض عملها المناخي، وتوفير الزخم للعمل المستقبلي. 

وختامًا، تمكنَّت مصر من إثبات نجاحها في تنظيم قمة (COP27)، ومن خلال استجابتها السريعة وتكتيكاتها المحنكة واستراتيجياتها الواضحة في التواصل وقيادتها الشغوفة، تمكنَّت من وضع خطة قابلة للتنفيذ من شأنها أن تحدث فارقًا على مستوى الدول في العالم الحديث. فقد ضربت مصر -ولا شك- مثالاً يُحتذى به في توضيح كيفية تعزيز الانخراط العالمي بجانب الالتزام بتقليل الضرر البيئي في هذا العصر.  

تقييم الموقع