الأحد. 29 يناير., 2023
أ. د. عليّ الدين هلال
يُعَد نشوب الأزمات سمة لصيقة بالعلاقات الدولية والإقليمية؛ فما دامت هناك دول يسعى كل منها إلى تحقيق مصالحها الوطنية مستخدمة في ذلك مصادر قوتها المختلفة فإن حدوث النزاعات والأزمات والحروب بينها يصبح أمرًا طبيعيًّا، خاصة أنه لا توجد «حكومة عالمية» أو «سلطة فوق الدول» تفرض إرادتها عليها وتلزمها بسلوك محدد. كانت هذه هي النتيجة التي توصل إليها عالم السياسة الشهير «هانز مورجنثاو» في كتابه «السياسة بين الأمم»، الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1948. تبقى هذه النتيجة صحيحة في جوهرها الآن. ورغم تطور قواعد القانون الدولي العام والقانون الإنساني وجهود عشرات المنظمات الدولية والإقليمية من أجل إقرار السلم والأمن الدوليين، فإن ذلك لم يمنع نشوب الأزمات الدولية واستخدام القوة المسلحة من جانب أطرافها.