الخميس. 08 مارس., 2007
تُعتبر السيول ـ وما يترتب عليها من أخطار ـ من أهم مشاكل البيئة الطبيعية فى المناطق الصحراوية والساحلية، وقد ازداد وضوح مشكلة السيول إثر المحاولات المستمرة للتنمية والتوسع العمرانى الذى واكب الطفرة الأخيرة فى عملية التقدم، وذلك بالإضافة إلى أن عملية جريان السيول بشكلها الحالى يُمثِّل فقداً لكميات من الماء فى مناطق تحتاج إلى هذه المياه بشدة.
والسيول ـ بصفة عامة ـ أحد المصادر الهامة للمياه فى مصر، كما تُعتبر مصدراً لكل الآبار والعيون فى الصحراء الشرقية، وشمال وجنوب سيناء، إلا أن شدة اندفاع المياه فى المجارى المائية دائماً ما يجرف فى طريقه كل ما يعترضه من فُتات صخرى، ولا تكمن الخطورة فى السيل بحد ذاته، طالما كان تحت السيطرة، ويسلك مساراته المعلومة، وإنما يتحوَّل إلى كارثة إذا ما سلك مساراً آخر وخرج عن نِطاق السيطرة، وخاصةً فى حالة وجود تجمُّعات سكانية أو منشآت تعترض مساره.
ولمَّا كانت السيول أحد مصادر المياه التى يمكن الاستفادة منها، فإنه يصبح من المطلوب تحسين قدرات التعامل مع أخطار السيول، وتحويلها إلى نعمة بدلاً من كونها نقمة قد تتسبب فى وقوع خسائر بشرية ومادية فادحة، ولما كان هناك دائما ًإمكانية للتقليل من الآثار السلبية لمخاطر السيول، فقد تمَّ عقد ورشة عمل من أجل التعرف على مخاطر السيول، وأهم أسبابها، واستعراض وتقييم الجهود الحالية للحد من مخاطر السيول، وذلك من خلال عرض تجارب بعض المحافظات ـ الأكثر تعرضاً لمخاطر السيول ـ فى مواجهة وإدارة مخاطر السيول، وأهم الدروس المستفادة منها، بالإضافة إلى عروض عدد من خبراء وزارة الموارد لمائية والرى، والهيئة العامة للأرصاد الجوية، وهيئة الاستشعار عن بعد وعلوم والفضاء، حول التنبؤ والإنذار المبكر بالسيول، واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد فى إدارتها، وبالإضافة إلى ذلك فقد قدَّمت ورشة العمل مجموعة من التوصيات والمقترحات اللازمة للارتقاء بأساليب التخطيط لمواجهة السيول، والحد من آثارها السلبية، وإعداد خريطة مخاطر للسيول فى مصر، وكيفية التعامل معها وتحديد أولويات التعامل، وأهمية إعداد وثيقة تُحدّد الوضع الحالى بالنسبة لإدارة كوارث السيول ووضع سيناريوهات وأولويات التعامل معها