المجتمعات الهشة نُذر التصدع في النسيج الاجتماعي للمجتمعات المعاصرة
الخميس. 28 يناير., 2021
تعود فكرة الهشاشة في المجتمعات إلى النظرية البنائية الوظيفية التي كانت تنظر إلى التفكك الاجتماعي Social Disintegration على أنه يُمثل حالة الاضطراب والخلل الوظيفي في نسيج العلاقات الاجتماعية بما يُضعف علاقات الأفراد ببعضهم، وكذلك علاقتهم جميعًا بمجتمعهم، والتي يفترض أن تكون منظمة وقائمة على الاعتماد المتبادل بحسب المفهوم المقابل للتفكك، وهو التكامل الاجتماعي Social Integration، وبذلك يمكن فهم مدى ترابط النسيج الاجتماعي وضعفه على أنه يمثل فروقًا نسبية أشبه بمتصل يبدأ من التكامل وينتهي بالتفكك. وبحسب التصور الوظيفي الكلاسيكي فإن التكامل مرهون بعناصر داخلية، بينما التفكك هو خلل وظيفي نابع من متغيرات خارجية على البنية الاجتماعية، ومن عيوب هذه النظرة أنها تغفل مسؤولية العوامل الداخلية في إحداث التفكك، وقد بلغت الصراعات في العصر الحديث حد القول بأن الانقسامات الاجتماعية أصبحت ظاهرة بادية للعيان وعلامة على تآكل الفكرة الوظيفية لدى «تالكوت بارسونز» عن المجتمع والنسق الاجتماعي؛ ولهذا فإن ظهور مفهوم الثقافة الفرعية هو بمثابة تجسيد لحالة التشظي والتآكل التي أصابت المجتمع.