الكاتب الصحفي هاني عمارة
جريدة الأهرام
المشهد الآن: المنظمة البحرية.. لماذا مصر؟
قبل نحو 5 سنوات بدأ التفاوض الصعب بين السلطات المصرية ومسئولى المنظمة البحرية الدولية - التى تتخذ من لندن مقراً لها - على إقامة مقر إقليمى لها والذى افتتح الاثنين الماضى، وسط منافسة من بعض دول المنطقة. ويجب أن نتوقف هنا أمام صاحب المبادرة فى هذا المشوار وهو الراحل اللواء خالد زهران رئيس هيئة السلامة البحرية فى ذلك الوقت، هذا الرجل النبيل تمكن من تطوير وتحديث مبنى الهيئة بميناء الإسكندرية ليصبح أيقونة معمارية تليق بالهيئة التى تمثل سلطة الدولة فيما يتعلق بالتشريعات والخدمات البحرية محليا ودوليا. وأيضا تنفيذ منظومة إلكترونية لضبط المعاملات المالية والإدارية، وإغلاق الباب أمام المتلاعبين، خاصة فيما يتعلق بالباسبور البحرى للعمل على السفن. بالتوازى مع ذلك سافر إلى لندن لإقناع المسئولين بإقامة مقر إقليمى يمثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. المنظمة البحرية كيان دولى يتبع الأمم المتحدة وتمثل برلمان الملاحة فى العالم، ومجلسها التنفيذى هو الذى يصدر القرارات ويحدد السياسات التى يتم تنفيذها على كل الدول بلا استثناء، سواء فى الموانى البحرية أو حركة السفن والأساطيل التجارية، وبالتالى تتمتع بنفوذ وتأثير مباشر فى قطاع النقل البحرى الذى يستحوذ على أكثر من 95% من حركة نقل البضائع والتجارة العالمية. وبالتأكيد أن الموافقة على أن تكون مصر هى المقر الإقليمى لمكتبها لم تأت من فراغ، فقد شملت حيثيات الموافقة ما يتم تنفيذه من طفرة غير مسبوقة فى النقل البحرى إلى جانب أهم شريان ملاحى فى العالم وهو قناة السويس.
|