السيد المهندس/ طارق المُلا
وزير البترول والثروة المعدنية
مستقبل سوق النفط في مصر في ظل استمرار التداعيات العالمية
يظل الحصول على الطاقة بإمدادات آمنة وأسعار معقولة مسألة ضرورية لجميع الشعوب في ظل أهميتها كمحرك للنمو الاقتصادي، الأمر الذي جعل أسواق البترول وما تشهده من تقلبات محور اهتمام العالم كله، خاصة مع تداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية، وما تعرَّض له الاقتصاد العالمي من ضغوط هائلة خلال السنوات الأخيرة وتحديات ـ نادرًا ـ ما يشهدها العالم، وبالتالي باتت أسواق البترول وأسعاره رهينة لمخاوف العرض والطلب، واضطراب سلاسل الإمداد، ورفع أسعار الفائدة، وتوقعات التباطؤ الاقتصادي، وتراجع معدلات النمو.
وقد صنعت التحديات الجيوسياسية والاقتصادية من عام 2022 عامًا تاريخيًّا في أسواق البترول، اتسم بزيادة التقلبات، وتسجيل مستويات تاريخية لأسعار خام برنت وصلت إلى 139 دولارًا للبرميل في مارس الماضي قبل أن تبدأ في التراجع بعد يونيو 2022 وتدخل في دوامة التقلبات والتذبذب الكبير في أسعار الخام.
ومن جهته أظهر قطاع البترول والغاز المصري مرونة كبيرة في مواجهة الأزمات المتتالية سواء جائحة "كوفيد -19" أو الأزمة الروسية – الأوكرانية، والأزمة الاقتصادية العالمية، وقد أوضحت اضطرابات أسواق البترول والغاز العالمية الأخيرة أهمية الرؤية في التخطيط والاستعداد لمواجهة الأزمات العالمية وتداعياتها على تأمين إمدادات الطاقة وأسعارها، كما برهنت على قدرة قطاع البترول والغاز على استغلال المقومات التي تتمتع بها مصر لتطويع الأزمات المختلفة ومواجهتها؛ حيث عززت مصر خلال فترات الأزمة من دورها كمركز إقليمي لتداول وتجارة الطاقة، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي والبنية التحتية المتميزة لقطاع البترول والغاز، وخاصة مصانع إسالة وتصدير الغاز الطبيعي المصرية على ساحل البحر المتوسط.
|