العدد الأسبوعي رقم 119  -  الجمعة 15 سبتمبر 2023
موضوع العدد: 
صناعة البتروكيماويات في ظل التوجه نحو الطاقة الخضراء

اضغط هنا لتصفح النشرة من الموقع

صباح الخير قراءنا الكرام،

مع تحول العالم نحو مستقبل أكثر استدامة وأكثر اخضرارًا، أصبحت صناعة البتروكيماويات تخضع للتطوير المستمر، لكونها أساسًا لصناعة منتجات متنوعة في حياتنا اليومية، بالإضافة إلى تأثيرها البيئي الذي يشكل خطرًا كبيرًا على العالم أجمع، حيث تساهم في انبعاثات كربونية عالية، وتدهور الأراضي، وتلوث المياه. وفي ظل الاتجاه العالمي نحو تقليل الانبعاثات الكربونية والعمل على تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، واستجابة الدول للتغيرات المناخية العالمية، ظهر ما يسمى بـ "البتروكيماويات الخضراء" تلك الأكثر اعتمادًّا على موارد الطاقة النظيفة والمتجددة.

وفي هذا الصدد، يهدف هذا العدد إلى التطرق إلى موضوع صناعة البتروكيماويات وخاصة الخضراء منها، وسلاسل القيمة، وأهمية التحول نحو صناعة البتروكيماويات الخضراء لما لها من دور مهم في الحد من تداعيات تغير المناخ، بالإضافة إلى التطرق إلى أهم الفاعلين الرئيسين في صناعة البتروكيماويات، والاتجاهات الحديثة نحو صناعة البتروكيماويات الخضراء. كما يتطرق العدد إلى واقع وآفاق صناعة البتروكيماويات الخضراء في مصر، وأبرز المشروعات الكبرى في البتروكيماويات الخضراء في مصر.
 

القسم الأول : الإطار المفاهيمي لصناعة البتروكيماويات


أولًا: صناعة البتروكيماويات: المفهوم والأبعاد

ثانيًا: الأثر البيئي لصناعة البتروكيماويات والتوجه نحو الخضراء

ثالثًا: الاتجاهات الحديثة نحو صناعة البتروكيماويات الخضراء

رابعًا: محددات صناعة البتروكيماويات الخضراء

 

القسم الثاني: المشهد العالمي لصناعة البتروكيماويات
 

أولًا: الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات عالميًّا

ثانيًا: أهم الفاعلين في سوق البتروكيماويات عالميًّا

ثالثًا: نماذج عالمية في صناعة البتروكيماويات الخضراء

 

القسم الثالث: آفاق واعدة لصناعة البتروكيماويات في مصر

 

أولًا: مراحل تطور صناعة البتروكيماويات المصرية

ثانيًا: الوضع الراهن لصناعة البتروكيماويات المصرية

ثالثًا: صناعة البتروكيماويات الخضراء.. واقع وآفاق

 
اضغط هنا للتواصل معنا



ويتم في هذا الصدد تناول مفهوم البتروكيماويات واستخداماتها، وتناول الأثر البيئي لصناعة البتروكيماويات، والاتجاهات الحديثة نحو صناعة البتروكيماويات الخضراء، وأخيرًا، استعراض محددات صناعة البتروكيماويات الخضراء.


أولًا: صناعة البتروكيماويات: المفهوم والأبعاد

 

مفهوم البتروكيماويات واستخداماتها



ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة، تدخل البتروكيماويات اليوم في مجموعة واسعة من المنتجات الضرورية للحياة اليومية، حيث توجد في المنازل والمكاتب، والسيارات، وحتى في الأطعمة. وتتضمن بعض الاستخدامات الشائعة للبتروكيماويات ما يلي:

  • البلاستيك: تُستخدم البتروكيماويات لإنتاج أنواع مختلفة من البلاستيك، مثل PVC وPE وPET. تستخدم هذه المواد البلاستيكية في منتجات، مثل: مواد التعبئة والتغليف والأنابيب والألعاب والحاويات.

  • الألياف الاصطناعية: تستخدم البتروكيماويات لإنتاج الألياف الاصطناعية، مثل: النايلون والبوليستر وألياف لدنة. تُستخدم هذه الألياف في الملابس والمفروشات ومنتجات المنسوجات الأخرى.

  • منتجات المطاط: تستخدم البتروكيماويات لإنتاج المطاط الصناعي الذي يستخدم في الإطارات والأحزمة والخراطيم ومنتجات السيارات والمنتجات الصناعية الأخرى.

  • الكيماويات الزراعية: تستخدم البتروكيماويات لإنتاج مبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية والأسمدة الضرورية للزراعة.

  • مواد التنظيف: تستخدم البتروكيماويات في إنتاج مواد التنظيف، مثل المنظفات والمذيبات.

  • المستحضرات الصيدلانية: تستخدم البتروكيماويات في تصنيع مجموعة متنوعة من الأدوية.

  • المواد اللاصقة ومانعات التسرب: تستخدم البتروكيماويات لإنتاج المواد اللاصقة ومانعات التسرب، والتي تستخدم في البناء، والسيارات، والتطبيقات الصناعية.

المصدر

ما صناعة البتروكيماويات؟

 

تلعب صناعة البتروكيماويات دورًا رئيسًا في الاقتصاد العالمي، وأصبحت جانبًا أساسيًا من جوانب الحياة اليومية للمجتمع الحديث، حيث تدخل في الكثير من المواد الكيميائية عالية القيمة ومنتجات تامة الصنع مثل مواد تغليف الأغذية والمنسوجات والأجهزة الإلكترونية وقطع غيار السيارات والمعدات الطبية والمطاط الصناعي والأسمدة. بالإضافة إلى دخول البتروكيماويات أيضًا في أجزاء كثيرة من نظام الطاقة الحديث، بما في ذلك الألواح الشمسية وشفرات توربينات الرياح والبطاريات والعزل الحراري للمباني وأجزاء المركبات الكهربائية.

تختلف المنتجات البتروكيماوية عن المنتجات البترولية الأخرى، مثل البنزين أو وقود الديزل، من حيث إنها لا تستخدم بشكل مباشر في السيارات أو الشاحنات. بدلاً من ذلك، يتم استخدامها لإنشاء العديد من المنتجات الاستهلاكية والصناعية الضرورية لحياتنا اليومية.

تنقسم صناعة البتروكيماويات عادة إلى قسمين: المنبع والمصب، حيث يتعامل قطاع المنبع مع استخراج المواد الخام ونقلها ومعالجتها، في حين أن قطاع المصب هو المكان الذي يتم فيه تكرير وتصنيع البتروكيماويات، ويشمل قطاع المصب الشركات التي تنتج البلاستيك والألياف والمنظفات والمنتجات الكيماوية الأخرى.

المصدر

سلسلة القيمة لصناعة البتروكيماويات
 

تصف سلسلة القيمة لصناعة البتروكيماويات مراحل الإنتاج المتسلسلة اللازمة لتحويل النفط الخام والغاز الطبيعي إلى مواد كيميائية عالية القيمة ومنتجات تامة الصنع، وتتضمن سلسلة القيمة ست مراحل أساسية، وهي:

1. الاستكشاف والإنتاج (عمليات المنبع): تتضمن هذه المرحلة استخراج النفط الخام والغاز الطبيعي من آبار النفط أو مواقع الحفر، ويتم نقل النفط الخام عبر خطوط الأنابيب أو الناقلات إلى المصافي أو مصانع البتروكيماويات. وتعد شركات مثل ExxonMobil وShell وChevron من اللاعبين الرئيسين في قطاع الاستكشاف والإنتاج في صناعة البتروكيماويات.
2. التكرير والمعالجة: تتضمن هذه المرحلة تحويل النفط الخام إلى منتجات مختلفة، مثل الديزل والبنزين ووقود الطائرات والبروبان، وتؤدي عملية التكرير أيضًا إلى إنتاج مواد أولية لمصانع البتروكيماويات.
3. معالجة المواد الأولية: تخضع المواد الأولية للبتروكيماويات، مثل النافتا والإيثان والبروبان والبيوتان، للمعالجة لإزالة الشوائب وإنشاء مواد وسيطة بتروكيماوية.
4. إنتاج البتروكيماويات: ثم يتم استخدام المواد الوسيطة البتروكيماوية في التفاعلات الكيميائية لإنتاج المنتجات البتروكيماوية النهائية.
5. التسويق والتوزيع: خلال هذه المرحلة، يتم تسويق المنتجات البتروكيماوية للعملاء، بما في ذلك المصنعون ومنافذ البيع بالتجزئة، ثم يتم توزيع المنتجات من خلال خطوط الأنابيب والناقلات وأنماط النقل الأخرى.
6. تصنيع وإنتاج البضائع التامة الصنع: تتضمن المرحلة الأخيرة من سلسلة القيمة استخدام المنتجات البتروكيماوية في إنتاج السلع التامة الصنع، مثل: البلاستيك والمنسوجات والدهانات والطلاءات وغيرها من السلع.

المصدر

ثانيًا: الأثر البيئي لصناعة البتروكيماويات والتوجه نحو الخضراء

 


وعلى الرغم من ذلك، تساهم صناعة البتروكيماويات في تلوث البيئة على مستوى العالم بشكل كبير، ويعد استخراج ومعالجة النفط الخام والغاز الطبيعي من العمليات كثيفة الاستهلاك للطاقة والتي تؤدي إلى انبعاثات كربونية عالية، وتدهور الأراضي، وتلوث المياه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إنتاج البتروكيماويات ينطوي على استخدام المواد الكيميائية الخطرة والمواد السامة، والتي لها آثار ضارة على النظم البيئية المحيطة وصحة الإنسان، ويمكن لهذه المواد الكيميائية، عند التخلص منها بشكل غير صحيح أو تسربها إلى البيئة، أن تلوث مصادر المياه وتسبب أمراضًا حادة ومزمنة للإنسان والحيوان. لذلك، هناك بعض الطرق التي يمكن اتباعها للحد من الآثار البيئية لصناعة البتروكيماويات، فيما يلي:

  • زيادة استخدام الطاقة المتجددة: تُعد صناعة البتروكيماويات مستهلكًا مهمًا للطاقة وتساهم بشكل كبير في انبعاثات الكربون. لذلك، فإن الاعتماد على الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، يمكن أن يقلل بشكل كبير من البصمة الكربونية للصناعة.

  • استخدام المزيد من المواد الكيميائية الصديقة للبيئة: العديد من المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة البتروكيماويات خطرة، ويمكن أن يكون لها آثار سلبية طويلة المدى على البيئة وصحة الإنسان. لذلك، تحتاج الشركات إلى تطوير وتعزيز استخدام المزيد من المواد الكيميائية الصديقة للبيئة.

  • التكيف مع ممارسات أفضل لإدارة النفايات: تنتج صناعة البتروكيماويات كميات هائلة من النفايات، بما في ذلك النفايات الخطرة وغير الخطرة، حيث تحتاج الصناعة إلى تنفيذ ممارسات أفضل لإدارة النفايات، بما في ذلك إعادة التدوير وإعادة الاستخدام والتخلص الآمن.

  • شراكة مع المنظمات البيئية: لتعزيز جهود الاستدامة، يجب على شركات البتروكيماويات التعاون مع المنظمات البيئية لإنشاء ممارسات مستدامة وتحديد أهداف بيئية في عملياتها التجارية.

  • معايير تشغيلية متسقة: يجب أن تقوم الصناعة بتحديث معاييرها التشغيلية باستمرار لضمان توافقها مع السياسات واللوائح البيئية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الشركات تنفيذ أنظمة مراقبة مناسبة لتتبع انبعاثاتها والتأكد من امتثالها للمعايير البيئية.

ومن الجدير بالذكر، تُعد صناعة البتروكيماويات لها العديد من المنافع الحياتية؛ فهناك حاجة لاعتماد ممارسات مستدامة، والاستثمار فيها، والابتكار؛ لتقليل الآثار البيئية الضارة للصناعة مع الاستمرار في تلبية الاحتياجات المجتمعية من المنتجات اليومية، وذلك من خلال تبني الطاقة المتجددة، واستخدام المزيد من المواد الكيميائية الصديقة للبيئة، وتنفيذ إدارة أفضل للنفايات، ورفع مستوى المعايير التشغيلية.

المصدر

ثالثًا: الاتجاهات الحديثة نحو صناعة البتروكيماويات الخضراء

 

الحلول المحتملة لتحويل صناعة البتروكيماويات إلى خضراء

فضلًا عن تطوير مواد أولية جديدة أكثر استدامة لإنتاج البتروكيماويات. على سبيل المثال، يمكن استخدام المواد الأولية الحيوية، مثل السكريات النباتية والكتلة الحيوية للنفايات، لإنتاج مواد كيميائية وبلاستيكية متجددة. وهذا، يمكن أن يقلل من التأثير البيئي للبتروكيماويات عن طريق تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاعتماد على الوقود الأحفوري.

كما أن هناك أيضًا إمكانية كبيرة لتقليل التأثير البيئي للبتروكيماويات من خلال تحسين إدارة المنتجات عند نهاية عمرها الافتراضي من خلال إعادة التدوير وإعادة استخدام المنتجات البلاستيكية، فضلًا عن تطوير مواد بلاستيكية جديدة قابلة للتحلل بسهولة أكبر في البيئة.

أحد الأساليب الواعدة لتحسين استدامة البتروكيماويات هو تطوير اقتصاد دائري للبلاستيك من خلال الاحتفاظ بالمواد قيد الاستخدام لأطول فترة ممكنة عن طريق إعادة تدويرها وإعادة استخدامها بدلاً من التخلص منها. ومن الجدير بالذكر، يساعد الاقتصاد الدائري للبلاستيك في تقليل التأثير البيئي للبتروكيماويات عن طريق تقليل النفايات وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فضلًا عن تشجيع تطوير مواد أولية جديدة أكثر استدامة.

هناك أيضًا العديد من التقنيات والاتجاهات الناشئة التي لديها القدرة على تحويل صناعة البتروكيماويات إلى مستقبل أخضر، أحد هذه العناصر هو تطوير المواد المتقدمة، مثل ألياف الكربون والجرافين؛ لأن هذه المواد تتميز بالوزن الخفيف والقوة مقارنة بالمواد التقليدية المستخدمة في صناعة البتروكيماويات، ويمكن أن تساعد في تقليل التأثير البيئي للمنتجات من خلال تحسين كفاءة الطاقة.

هناك اتجاه ناشئ آخر وهو تطوير التقنيات الرقمية، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والتي يمكن أن تساعد في تحسين عملية الإنتاج وتقليل الهدر، من خلال استخدام هذه التقنيات لمراقبة العمليات والتحكم فيها، وتحديد فرص التحسين، والتنبؤ بأعطال المعدات ومنعها.

المصدر

توجه الشركات نحو البتروكيماويات المستدامة
 

إن الاهتمام العالمي المتزايد نحو صافي صفر انبعاثات وتحويل الطاقة أدى بدوره إلى تشجيع الشركات على الابتكار والتطوير نحو توفير بتروكيماويات مستدامة، ومن أهم هذه الابتكارات إعادة تدوير البلاستيك الكيميائي والبلاستيك الحيوي - والتي تشير إلى كل من البلاستيك المصنوع باستخدام مواد أولية حيوية أو مواد بلاستيكية قابلة للتحلل.


في حين أن هذا يتضاءل في الأهمية مقارنة بالحجم الكلي لسوق البلاستيك - يقدر الإنتاج بأكثر من (300 مليون طن متري/ سنة) - إلا أن اللافت للنظر هو سرعة نمو عدد شركات البتروكيماويات التي تواكب هذا الاتجاه.

من المرجح أن تستمر التشريعات وزيادة الوعي العام والاعتماد الطوعي للشركات لمبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في دفع النمو في الطلب على حلول البتروكيماويات الخضراء.

المصدر

بتروكيماويات منخفضة الكربون
 

وفقًا لمنظمة الأقطار العربية المُصدرة للبترول (أوابك)، تتجه بعض مصافي تكرير النفط في العالم إلى تحويل منتجاتها إلى أنواع منخفضة الكربون، من خلال تطبيق تقنيات إنتاج وقود الطيران المستدام أو تفاعل الهيدروجين مع غاز ثاني أوكسيد الكربون لإنتاج مواد ذات خصائص مماثلة للوقود النفطي، ومن خلال ذلك يتم إنتاج بتروكيماويات منخفضة الكربون، ويعد هذا المسار من الحلول الفعالة التي تساعد مصافي تكرير النفط على إنتاج وقود منخفض الكربون عالي الجودة ويمكن مزجه بسهولة مع المنتجات النفطية.


رابعًا: محددات صناعة البتروكيماويات الخضراء
 

وفقًا لـ أبحاث S&P Global Platts، هناك تحديات تقف أمام التوسع في صناعة البتروكيماويات الخضراء، وهي:

  • التوافر غير الكافي للمواد الأولية، سواء أكان ذلك من خلال الحصول على نفايات بلاستيكية بعد الاستهلاك، إما لإعادة التدوير ميكانيكيًا أو كيميائيًا، أو الحصول على مواد أولية من الجيل الأول أو الثاني أو الثالث لإنتاج البوليمر الحيوي.

  • بالنسبة للبلاستيك المعاد تدويره، أصبح هناك اختلال في التوازن بين العرض والطلب في أسواق البلاستيك المعاد تدويره خلال فترة جائحة كوفيد-19حيث انخفض المعروض من نفايات ما بعد الاستهلاك. وفي الوقت نفسه، استمر الطلب من جانب الحكومات والمصنعين بإعادة تدوير البلاستيك.

  • بالنسبة للبلاستيك الحيوي، ستقوم شركات البتروكيماويات بالتنافس على النافتا الحيوية، حيث تعد النافتا الحيوية هي المادة الخام الرئيسة للبتروكيماويات لإنتاج البلاستيك الحيوي، والتي يمكن استخدامها كبديل مباشر للنافتا المستخرجة من النفط.

  • حلول منخفضة الكربون: يقوم العديد من منتجي البتروكيماويات بتكثيف جهود الحد من الكربون في صناعات مثل الميثانول والأوليفينات والبوليمرات، بما في ذلك بولي إيثيلين تيرفثالات (PET)، وذلك من خلال استخدام الطاقة المتجددة في محطات توليد الطاقة، وتوسيع نطاق الإنتاج الحيوي، واحتجاز الكربون وتخزينه، والتحول من المواد الأولية القائمة على الوقود الأحفوري إلى بدائل منخفضة الكربون مثل الهيدروجين.

لكن النتائج حتى الآن لا ترقى إلى المستوى المطلوب، مما سيتطلب الحاجة إلى أطر سياسات أكثر تماسكًا، لا سيما في مراكز البتروكيماويات الناشئة، لدعم الاستثمار في هذه التقنيات الجديدة، بالإضافة إلى الحاجة إلى توحيد جهود الصناعة في كيفية قياس وخفض كثافة الكربون لمنتجات بتروكيماوية معينة.

المصدر

كانت السنوات الثلاث الماضية سنوات فارقة في صناعة البتروكيماويات، فرغم حالة الركود العالمية وتراجع حجم الاستثمارات خلال فترة تفشي فيروس كوفيد-19 خلال عام 2020، فإن صناعة البتروكيماويات كانت من الصناعات التي أثبتت مرونة بشكل ملحوظ مدفوعة بزيادة الطلب على مواد التغليف سواء للأغراض الطبية والاستهلاكية الأخرى، وفي عام 2021، استفادت صناعة البتروكيماويات من تعافي الطلب بعد انتهاء فترة الإغلاق العالمي بسبب جائحة كوفيد-19؛ بما أدى إلى ارتفاع الأسعار وزيادة الأرباح للصناعة. ولكن يأتي عام 2022، وما صاحبه من حرب روسية أوكرانية، تسببت في موجة تضخم عالمي، وبالتالي ارتفاع أسعار المواد الخام البترولية التي تعد جزءًا أساسيًّا في صناعة البتروكيماويات، أثرت بالسلب على أداء تلك الصناعة ولكنها عاودت التعافي في النصف الثاني من عام 2022 لمستويات ما قبل كوفيد-19 مدفوعة بتراجع قيود التوريد.

 

أولًا: الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات عالميًّا

 
المصدر

مساهمة البتروكيماويات في الطلب العالمي على النفط

 

وفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية (IEA)، ستشكل البتروكيماويات أكثر من ثلث النمو في الطلب على النفط بحلول عام 2030 وما يقرب من النصف بحلول عام 2050، كما تعمل كحلقة وصل مهمة بين النفط والغاز، والتوزيع، والتصنيع، والصناعات اللوجستية.

 

كما تتوقع الوكالة توسع صناعة البتروكيماويات واستهلاكها للمواد الأولية من النفط، حيث تستحوذ على أكبر مساهمة في نمو الطلب على النفط خلال الفترة (2022 – 2028)، وستشكل المواد الأولية الكيميائية ما يقرب من 40٪ من إجمالي نمو الطلب على النفط خلال فترة التوقعات. ويمثل هذا النمو تحديًا كبيرًا للانتقال إلى مستقبل أخضر، حيث إن إنتاج واستخدام البتروكيماويات مصدر رئيس لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتلوث البيئي.

المصدر

الطلب العالمي على المواد الأولية لصناعة البتروكيماويات

 

تشتمل البتروكيماويات الأساسية على الميثانول والإيثيلين والبروبيلين والبوتادين والبنزين والتولوين والزيلين. يُطلق على الإيثيلين والبروبيلين والبوتادين مجتمعة اسم الأوليفينات، والتي تنتمي إلى فئة من الهيدروكربونات الأليفاتية غير المشبعة. أما البنزين والتولوين والزيلين، والتي يشار إليها عادة بالعطريات، هي هيدروكربونات حلقية غير مشبعة. وتعد الأوليفينات والعطريات والميثانول سلائف لمجموعة متنوعة من المنتجات الكيميائية ويشار إليها عمومًا باسم البتروكيماويات الأولية، والتي يتم تحويلها إلى منتجات استهلاكية وصناعية.

 

المواد الكيميائية الأساسية والبلاستيك هي اللبنات الأساسية لتصنيع مجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية المعمرة وغير المعمرة. ومنها على سبيل المثال: الملابس ومواد البناء المستخدمة في بناء المنازل والمكاتب ومجموعة متنوعة من الأجهزة المنزلية والمعدات الإلكترونية وتغليف الأطعمة والمشروبات والعديد من المنتجات المستخدمة في وسائط النقل المختلفة، وبالتالي يبقى الطلب على المواد الكيميائية والبلاستيك مدفوعًا بالظروف الاقتصادية العالمية، والتي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالطلب على السلع الاستهلاكية.

 

المصدر

ثانيًا: أهم الفاعلين في سوق البتروكيماويات عالميًّا
 

القيمة السوقية للبتروكيماويات:

المصدر



بالنسبة للمناطق، سيطرت منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحصة سوقية بلغت 49.1٪ في عام 2022. ويعزى ذلك إلى ازدهار صناعة المواد الكيميائية وزيادة استهلاك البوليمر. كما تتجه الشركات في المنطقة نحو سوائل الغاز الطبيعي وغيرها من المواد الأولية غير النفطية لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات البتروكيماوية، إلى جانب وضع استراتيجيات لخفض التكلفة لزيادة مبيعات المنتجات.

 

كما أنه من المتوقع أن تدعم أنشطة التنقيب عن الغاز الصخري المتنامية في الولايات المتحدة وكندا نمو صناعة البتروكيماويات في أمريكا الشمالية. بالإضافة إلى توفير إنتاج الغاز الصخري المتزايد في هذه البلدان فرصة لاستبدال المواد الأولية التقليدية بالغاز الصخري لإنتاج العديد من البتروكيماويات.

المصدر

التوزيع الجغرافي لمبيعات البتروكيماويات عالميًّا


 

سيستفيد الطلب على النفط في الشرق الأوسط من النمو في قطاع البتروكيماويات، مع زيادة استخدام غاز البترول المسال/ الإيثان والنافتا بمقدار 600 ألف برميل في اليوم مقابل مستويات 2022. ومع ذلك، توجد توقعات بأن يتم تعويض الاستهلاك الكلي جزئيًا عن طريق خطط التحول إلى الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة في قطاع الطاقة، مما سيؤثر على حرق الخام المباشر، وزيت الغاز، واستخدام زيت الوقود. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في الشرق الأوسط بمقدار 720 ألف برميل / يوم في عام 2028 مقابل مستويات 2022.

 

ومن الجدير بالذكر، تُعيد تشكيل الاستثمارات الصينية الضخمة الأسواق العالمية، حيث تتركز مصانع البتروكيماويات الجديدة بشكل كبير في الصين، والتي ستمثل 51٪ من إجمالي طاقة الأوليفين الجديدة و48٪ من الاستهلاك الإضافي للأوليفينات الزيتية خلال الفترة (2022- 2028). ومن المقرر أن تكون الإضافات الصينية بين عامي 2019 و2025 أكبر من السعة الإجمالية لقدرة مصانع البتروكيماويات الموجودة في أوروبا وآسيا وأوقيانوسيا التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.


المصدر

 



مدفوعًا بالاستثمار العام القوي في التحولات المتعلقة بتغير المناخ والتركيز العام المتزايد على الدعم الحكومي للأهداف الصفرية الصافية، وهناك تركيز متزايد على الهيدروجين الأخضر، والمواد الأولية المعاد تصنيعها في إنتاج المواد الكيميائية، مما يؤدي إلى ابتعاد الصناعة تدريجيًّا عن الوقود الأحفوري - على الرغم من أن التركيز سيظل على الغاز الطبيعي كمادة وسيطة مفضلة.

 

source: Fitch solutions: Egypt Petrochemicals Report, Q4 2023
 

التجارة الخارجية لصناعة البتروكيماويات على مستوى العالم



المصدر

ثالثًا: نماذج عالمية في صناعة البتروكيماويات الخضراء

 

أشار تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) إلى أن التقديرات الخاصة بالانبعاثات المرتبطة بصناعة البلاستيك تصل إلى 1.34 جيجا طن سنويًا، وهو ما يعادل الانبعاثات الصادرة عن أكثر من 295 محطة جديدة تعمل بالفحم لتوليد الطاقة بقدرة 500 ميجاوات. وبحلول عام 2050، كما تشير التقديرات إلى أن انبعاثات البلاستيك يمكن أن تمثل أكثر من 56 جيجا طن.

 

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، تولد 1.5 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون من الصناعة الكيميائية على أساس سنوي، وهو ما يمثل 18٪ من جميع الانبعاثات ذات الصلة بالصناعة. وترتبط هذه الانبعاثات بشكل أساسي بإنتاج الطاقة عند حرق الوقود لتوليد الحرارة، وهذا يمثل 85٪ من الانبعاثات (1.3 جيجا طن). وهناك بالفعل تطورات كبيرة يتم إحرازها في البحث والتطوير لتوليد الحرارة بالكهرباء ووسائل أخرى للحرارة الخالية من الانبعاثات، والتي سيكون لها تأثير كبير على الحد من الانبعاثات الإجمالية للصناعة، على سبيل المثال، تقوم شركات Dow وShell وSabic وBASF بتطوير وحدات تكسير الإيثيلين تعمل بالكهرباء المتجددة.
 

موجة جديدة من الاستثمارات لتسريع الاستدامة


شهد عام 2022، زخمًا متزايدًا لإزالة الكربون، حيث أعلنت أكثر من 90% من أكبر 25 شركة كيميائية عن أهداف محايدة للكربون أو أهداف صافية صفرية، مقارنة بـ 50% في عام 2021. وفيما يلي ثلاثة مستويات من مجالات الاستثمار وهي:

  • زيادة خيارات المستهلك والالتزامات: تعمل القواعد الجديدة حول التعبئة والتغليف، مثل تشريعات الاتحاد الأوروبي الأخيرة بشأن نفايات التغليف والتعبئة، على زيادة أهداف المحتوى المعاد تدويره في العبوات البلاستيكية خلال عام 2022. بالنسبة للسلع الاستهلاكية المعبأة، ارتفع متوسط المحتوى المعاد تدويره لـ 9% في عام 2021 مقارنة بـ 7% في عام 2020؛ سيصل الالتزام النموذجي بالمحتوى المعاد تدويره مع مؤسسة Ellen MacArthur Foundation إلى 25% بحلول عام 2025.

     

  • التركيز على التطورات على المستوى التجاري: يستثمر العديد من مصنعي البولي أوليفين في إعادة تدوير المواد الخام، عن طريق الانحلال الحراري، على نطاق متزايد. بالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن أول إعلانات إعادة التدوير المتقدمة على نطاق عالمي حول إعادة تدوير مونومر، بولي إيثيلين تيرفثالات (PET)، فضلًا عن الاستثمار المتزايد في إعادة تدوير ألياف PET (المونومر).

     

  • التعاون عبر سلسلة القيمة: تشكلت علاقات جديدة بين ناقلات النفايات والقائمين بإعادة التدوير ومنتجي البتروكيماويات من أجل إعادة التدوير الميكانيكي والمتقدم. وهناك أيضًا اعتراف متزايد بأن التعاون في سلسلة القيمة يمكن أن يساعد في توسيع المواد الأولية المتاحة، خاصة للمواد البلاستيكية التي يصعب إعادة تدويرها مثل الأفلام.

المصدر

تطورات حديثة نحو البتروكيماويات الخضراء

  • في يوليو 2023، قدمت (سابك) أحدث حافظة لها من مادة NORYLTM القائمة على PCR لتقليل البصمة الكربونية من خلال دمج المواد الحيوية والمعاد تدويرها في المنتجات البتروكيماوية، وهي خطوة لجعل قطاع الكيماويات صديقًا للبيئة.

     

  • في يوليو 2023، أعلنت شركة ExxonMobil عن موافقتها على الاستحواذ على Denbury Inc؛ لتوسيع حلول احتجاز الكربون وتخزينه (CCS)، وتقليل انبعاثات الكربون في صناعات البتروكيماويات والطاقة.

     

  • في مايو 2023، تعاونت شركة Dow مع New Energy Blue لإنتاج الإيثيلين الحيوي من بقايا الزراعة المتجددة، حيث يعد الإيثيلين مادة خام قائمة على البتروكيماويات، وتهدف Dow من خلال إنتاجها إلى بدء نهج مستدام لإنتاج البلاستيك.

  • في أبريل 2023، أكملت مجموعة INEOS المحدودة الاستحواذ على شركة Mitsui Phenols Singapore Ltd؛ لتعزيز إنتاج المنتجات البتروكيماوية.

     

  • في مارس 2023، أعلنت شركة Chevron USA Inc عن تعاونها مع Bunge و Corteva Inc؛ لإطلاق هجينة الكانولا الشتوية لإنتاج زيت نباتي منخفض الكربون، وهذه مساهمة فعالة في تقليل انبعاثات الكربون في قطاعي الطاقة والبتروكيماويات.

     

  • في فبراير 2023، أكملت Royal Dutch Shell PLC استحواذها على Nature Energy Biogas A / S لإنشاء سلسلة قيمة RNG لتقديم عروض منخفضة الكربون للعملاء، حيث يساعد استخدام الغاز الحيوي شركة شل على إنتاج الغاز الطبيعي المتجدد لعملية تصنيع البتروكيماويات.

     

  • في فبراير 2023، أطلقت شركة الصين للبتروكيماويات، المعروفة أيضًا باسم سينوبك، أكبر مشروع كيميائي أخضر للهيدروجين والفحم في منغوليا الداخلية لتقليل انبعاثات الكربون في صناعة البتروكيماويات، ودعم الطاقة الخضراء.

     

  • في نوفمبر 2022، تعاونت شركة LyondellBasell Industries Holdings BV مع شركة Audi لإنشاء أجزاء بلاستيكية للسيارات من النفايات البلاستيكية المختلطة للسيارات، وهذه مساهمة كبيرة في مجال البتروكيماويات بهدف إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، وإنتاج بلاستيك جديد لتطبيقات السيارات.

     

  • في سبتمبر 2022، عقدت BASF SE شراكة مع ARCUS Greencycling Technologies GmbH لاستخدام زيت الانحلال الحراري من إنتاج النفايات البلاستيكية المختلطة، وهذه مبادرة لاستخدام المواد الخام المعاد تدويرها المشتقة من البتروكيماويات.

المصدر

استهدافًا لرفع القيمة المضافة للنفط والغاز الطبيعي الخام، ولتحقيق استدامة لتلبية احتياجات السوق المحلية من المنتجات البتروكيماوية التي تقوم عليها العديد من الصناعات الحيوية، وتعزيزًا للقدرة التصديرية المصرية، تُولي الدولة المصرية اهتمامًا خاصًا بالصناعات البتروكيماوية، التي شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة وتتواصل جهود التطوير لضمان جعلها أكثر ملاءمة للتطورات والمتغيرات العالمية فيما يتعلق بتحول الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية، حيث تزخم الفترة الحالية بالعمل على تنفيذ عدد من المشروعات البتروكيمياوية التي تراعي التغيرات المناخية وتستهدف اعتمادًا أكبر على مواد الطاقة النظيفة والمتجددة.

ومن هذا المنطلق يتناول هذا الجزء استعراضًا لمراحل تطور صناعة البتروكيماويات المصرية، والوضع الراهن لصناعة البتروكيماويات من حيث حجم الإنتاج والتجارة الخارجية لها، ومستقبل صناعة البتروكيماويات الخضراء في مصر وأبرز المشروعات التي تتم في هذا الإطار.
 

أولًا: مراحل تطور صناعة البتروكيماويات المصرية


تعد صناعة البتروكيماويات إحدى الصناعات المستوطنة في مصر منذ عقود، حيث يمكن تتبعها بشكل واضح، منذ  منتصف الأربعينات من القرن الماضي؛ تم تأسيس عدد من الكيانات الإنتاجية المتخصصة في إنتاج منتج أو أكثر من المنتجات البتروكيماوية، فعلى سبيل المثال، شهد عام 1945  تأسيس الشركة  الأهلية للبلاستيك ، وفي عام 1946 تم تأسيس شركة سيماديكو لإنتاج الأسمدة النيتروجينية، وفي عام  1955 تم إنشاء واحدة من أقدم وحدات إنتاج النايلون على مستوى العالم في كفر الدوار، كما تم إنشاء مصنعين لأسمدة اليوريا في محافظتي الدقهلية (مدينة طلخا) والإسكندرية وذلك في عام 1975.

بينما كانت الانطلاقة الواضحة للبتروكيمياويات خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي؛ حيث تم تدشين شركة البتروكيماويات المصرية والتي تعد أول شركة بتروكيماويات مصرية لإنتاج مادة البولي فينيل كلوريد حيث بدأ الإنتاج الفعلي للشركة في عام 1987.

وخلال فترة التسعينات، تم إدخال صناعة البولي بروبلين، بتأسيس شركة الشرقيون للبتروكيماويات (OPC) عام 1996، وكذلك تم تأسيس شركة سيدي كرير للبتروكيماويات (سيدبك) عام 1997، لإنتاج البولي إيثيلين (عالي الكثافة ومنخفض الكثافة الخطى) باستخدام الإيثيلين المنتج محليًا، كما تنتج شركة "سيدبك" منتجات وسيطة مثل البوتاجاز (LPG) والبيوتين-1.

 

ومع بداية الألفية الجديدة وتزايد نشاط البتروكيماويات محليًا، تم تشكيل كيان أشمل لتلك الصناعة الواعدة؛ حيث تم إنشاء الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات (ECHEM) في عام 2002 لتنفيذ الخطة الرئيسة للبتروكيماويات لمدة 20 عامًا في مصر؛ بهدف تحسين القيمة المضافة للموارد الطبيعية، بما يضمن أفضل استثمار للمقومات التنافسية المتاحة محليًا لتطوير صناعة البتروكيماويات، بالإضافة إلى الترويج للمنتجات البتروكيماوية في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية. وبالفعل نجحت الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات (ECHEM) في تسريع صناعة البتروكيماويات في مصر من خلال تنفيذ عدة مشاريع ضخمة.

 

وفي ظل استجابة صناعة البتروكيماويات لأي تطور وتقنية جديدة، تُعد المرحلة الحالية، هي مرحلة تطويع صناعة البتروكيماويات المحلية للاستجابة للتغيرات العالمية المناخية، والاتجاه العالمي نحو تقليل الانبعاثات الكربونية المتولدة من احتراق الوقود الأحفوري والعمل على تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، للحد من التغيرات المناخية، حيث  ظهر ما يسمى بالبتروكيماويات الخضراء  تلك الأكثر اعتمادًا على موارد الطاقة النظيفة والمتجددة، هذا التطور لاقى استجابة من الدولة المصرية التي سارعت إلى تدشين العديد من مشروعات البتروكيماويات الصديقة للبيئة والمناخ إذا جاز التعبير.

المصدر

ثانيًا: الوضع الراهن لصناعة البتروكيماويات المصرية

 



وفي يونيو 2023، كشفت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية عن خطط لاستثمارات بمليارات الدولارات في مشاريع جديدة للتكرير والبتروكيماويات، من المفترض أنها ستساعد في زيادة الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات بشكل أكبر.

لا شك أن قطاع البتروكيماويات المصرية لا يزال يستشرف آفاقًا واعدة للاستثمار، حيث أوضح تقرير الوكالة الدولية "فيتش" ارتفاع السعات الإنتاجية من المنتجات البتروكيماوية المصرية خلال عام 2022، وتبين أن الحصة الكبرى كانت للأمونيا وتليها اليوريا، والميثانول وبولي إيثيلين تيرفثالات.

كما توقع تقرير فيتش ارتفاع السعات الإنتاجية من المنتجات البتروكيماوية المصرية خلال عام 2027 مقارنة بعام 2022 لكل من (البولي بروبلين بنسبة بلغت 826.9%، وبولي إيثيلين بنسبة بلغت 532.8%، والإيثيلين بنسبة بلغت 460.5%، والميثانول بنسبة بلغت 74.9%، والبولي إيثلين ثيرفثالات بنسبة بلغت 38.6%، والبولي فينيل كلورايد بنسبة بلغت 33.1%، والأمونيا بنسبة بلغت 8.6%)، بينما سيبقى حجم الإنتاج ثابتًا لكل من (اليوريا، وكلوريد الفينيل، وثنائي كلوريد الإيثيلين، والبوليسترين).
 


 

التجارة الخارجية للمنتجات البتروكيماوية المصرية

 

أصبحت المنتجات المصنوعة محليًا أكثر قدرة على المنافسة في الخارج، حيث استحوذت صادرات المنتجات الكيماوية والأسمدة الحصة الكبرى من الصادرات المصرية غير البترولية خلال عام 2022.







ثالثًا: صناعة البتروكيماويات الخضراء.. واقع وآفاق

 

في سياق تغير المناخ والاحتباس الحراري تتجه البلدان في جميع أنحاء العالم نحو التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون، حيث يمثل اتفاق باريس أول معاهدة عالمية لمكافحة تغير المناخ، والسيطرة على انبعاثات الغازات الدفيئة، والحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية، وقد اعتمدها زعماء العالم في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP21) في باريس في ديسمبر 2015. ووقعت مصر على اتفاق باريس في عام 2016 وصدقت عليه في عام 2017. بينما يحتاج العالم إلى أكثر من مسار واحد لتحول الطاقة للنظر في الظروف المختلفة لجميع البلدان.

وفي ضوء ذلك، تعمل مصر على تسريع وتيرة إزالة الكربون والعمل على تنويع مصادر الطاقة لأنها ملتزمة بـ "استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030" و"استراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة 2035"، التي تم إطلاقها في عام 2015، من خلال قطاع النفط والغاز المصري.

 

إزالة الكربون والانتقال إلى مصادر الطاقة منخفضة الكربون

 

يُعَدُّ قطاع النفط والغاز في مصر محركًا رئيسًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تتمحور الركائز الاستراتيجية للقطاع حول 3 ركائز رئيسة هي: أمن الطاقة، والاستدامة المالية، وحوكمة القطاع. وتماشيًا مع النهج الشامل للتنمية المستدامة، تم تضمين إزالة الكربون والانتقال إلى مصادر الطاقة منخفضة الكربون ضمن هذه الركائز الاستراتيجية. وبناءً على ذلك، يعمل القطاع على تعزيز أنشطة إزالة الكربون، وتحقيق الدخل من فرص إزالة الكربون، والتركيز على مستوى القطاع على إزالة الكربون. وترتكز خطة وزارة البترول والثروة المعدنية على الأنشطة الرامية إلى دعم إزالة الكربون وتحول الطاقة من خلال ست ركائز رئيسة، وهي:

 

 

كما اتخذت مصر قرارًا استراتيجيًا منذ أكثر من 20 عامًا باستخدام أنواع وقود أنظف وأقل كثافة من الكربون وأكثر صداقة للبيئة. وأصبح الغاز الطبيعي الخالي من الكربون بشكل متزايد هو الوقود المفضل في مصر لاستكمال توليد الطاقة المتجددة، وهو ما يتماشى مع استراتيجية قطاع الطاقة في مصر من أجل تحول الطاقة وتعزيز إزالة الكربون.

وتمكن القطاع من وضع مصر على الخريطة العالمية للاعبين الرئيسين في صناعة الغاز الطبيعي خاصة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في عام 2018 واستئناف الصادرات. وقد ارتفع استهلاك الغاز الطبيعي أكثر من ثلاثة أضعاف من السنة المالية 1999/2000 إلى 2022/2023. وجاءت هذه الزيادة في ضوء رؤية مصر لتنويع مزيج الطاقة لديها، وتعزيز التحول نحو الوقود الأخضر، وتعزيز إزالة الكربون في قطاع الطاقة. كما توسع استخدام الغاز الطبيعي في القطاعات الصناعية الأخرى لزيادة قيمته المضافة، بما في ذلك إنتاج البتروكيماويات والأسمدة.

 
 

وأظهرت البيانات أن أكثر القطاعات استهلاكًا للغاز الطبيعي هو قطاع الكهرباء والذي مثل نحو 56% من إجمالي استهلاك الغاز الطبيعي خلال العام المالي 2022/ 2023، ويليه قطاع البتروكيماويات والأسمدة بنسبة بلغت 16%. كما تلاحظ ارتفاع نسبة استهلاك الغاز الطبيعي في قطاع البتروكيماويات والأسمدة خلال السنوات الماضية، وهو ما يؤكد توفير مصدر صديق للبيئة في هذا القطاع.

 

كما تعمل الدولة على تنفيذ مشاريع إزالة الكربون لخفض البصمة الكربونية (كثافة الكربون) لقطاع النفط والغاز تدريجيًا من خلال خطة مدتها ست سنوات لمشاريع إزالة الكربون مع تخفيضات متوقعة قدرها 8 ملايين طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون باستثمارات تصل إلى 600 مليون دولار.

وتماشيًا مع دور مصر الإقليمي الرائد في العمل المناخي، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي انضمام مصر إلى التعهد العالمي لغاز الميثان في مسار النفط والغاز في منتدى الاقتصادات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ في يونيو 2022. كما تم تنفيذ حملة لقياس غاز الميثان في ستة مرافق للغاز ومزرعة صهاريج واحدة في عام 2022. وتم مؤخرًا الانتهاء من حملة ثانية لقياس غاز الميثان في أكثر من 25 منشأة.

المصدر

مشروعات كبرى في صناعة البتروكيماويات الخضراء
 

 شهدت الفترة الأخيرة العمل على تنفيذ عدد من المشروعات التي تستهدف إنتاج منتجات بتروكيمياوية صديقة للبيئة، بتكلفة استثمارية نحو 1.2 مليار دولار أمريكي تعمل على خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 2.1 مليون طن متري من الكربون سنويًا.

 


 

المصدر

وفيما يلي أبرز المشروعات الاستثمارية الحديثة في مجال البتروكيماويات الخضراء بشكل من التفصيل:

  • مشروع إنتاج حمض البولي لاكتيك (بلاستيك قابل للتحلل):

يعتمد المشروع على المخلفات الزراعية والسكر الخام، حيث يستهدف إنتاج حمض البولي لاكتيك بحجم إنتاج 75 ألف طن/سنة، ويُعد المشروع في طور الدراسات الأولية، بتكلفة استثمارية مقدرة بنحو 600 مليون دولار، وسيدخل المشروع مرحلة التشغيل عام 2026.

  • مشروع الإيثانول الحيوي بميناء دمياط:

تنفذه الشركة المصرية للإيثانول الحيوي، باستخدام مادة المولاس المنتجة بشركات السكر المحلية لإنتاج 100 ألف طن سنويًا من مادة الإيثانول الحيوي؛ لتلبية جزء من احتياجات السوق المحلية مع تصدير الفائض، ومن المفترض أنه يستخدم في العديد من المجالات الصناعية؛ كالأحبار، والدهانات، وفى المجالات الطبية؛ كالمطهرات والصناعات الدوائية، هذا بالإضافة إلى إنتاج عدد من المنتجات الثانوية كغاز ثاني أكسيد الكربون والذى يستخدم في الصناعات الغذائية والمشروبات الغازية وكذا إنتاج مادة الفيناس المجفف(أحد مخلفات إنتاج المولاس) كمركزات أعلاف، ويساهم فيه قطاع البترول بنسبة 85% وشركات السكر " الدلتا – النوبارية-الدقهلية" بنسبة 15%، وتبلغ التكلفة الاستثمارية التقديرية للمشروع 112 مليون دولار، ويخطط بدء التشغيل عام 2024.

  • مشروع إنشاء الألواح الخشبية من قش الأرز (MDF):

في إطار الحلول المبتكرة لتحويل قش الأرز إلى منتج ذي قيمة اقتصادية عالية، تم تدشين مشروع  تكنولوجيا الأخشاب الجاري تنفيذه في مدينة إدكو بمحافظة البحيرة؛ لإنتاج 205 آلاف متر مكعب سنويًا من الألواح الخشبية متوسطة الكثافة (MDF)؛ لتلبية جزء من احتياجات السوق المحلية وإحلال الواردات، بالإضافة إلى المساهمة في الحد من التلوث البيئي الناتج عن حرق قش الأرز، ومن الجدير بالذكر أن المشروع يُعد أول مصنع من نوعه في مصر لإنتاج الأخشاب MDF  من قش الأرز من خلال الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات والهيئة المصرية العامة للبترول وشركتي بتروجت وسيدى كرير، وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع 284 مليون يورو .

  • مشروع إنتاج النافتا الخضراء من الطحالب:

وقعت الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات (ECHEM) وشركة ريجا جرين إنيرجي الإماراتية مذكرة تفاهم؛ لإنتاج زيت الطحالب بمدينة العلمين الجديدة، والذي يستخدم في إنتاج وقود الطائرات الحيوية والنافتا الخضراء ويعد مادة خام بديلة في صناعة البتروكيماويات، ويُعد أحد مصادر الطاقة المتجددة الآمنة على البيئة.

  • مشروع إنتاج البولي سيلكون بالعلمين:

يُعد أحد أهم المشروعات الجاري دراستها؛ وأن المشروع يضم أربع مراحل مختلفة، حيث جرى الانتهاء من إعداد دراسة الجدوى التفصيلية للمرحلة الأولى والتي تستهدف إنتاج السيلكون المعدني بطاقة إنتاجية 45 ألف طن سنويًا اعتمادًا على خام الكوارتز المصري فائق النقاء بدلًا من تصديره خامًا للخارج؛ الأمر الذي سيلبي احتياجات السوق المحلية بإحلال الواردات من هذه المادة التي تستخدم في العديد من الصناعات والتطبيقات كصناعة الألومنيوم ومشتقات السيلكون من البولي سيليكون والسيلكونات الوسيطة على أن يتم تصدير الفائض، ومن المخطط أن تتم تغذيته بالطاقة الكهربائية  المنتجة من مصادر متجددة  كالطاقة الشمسية.

  • مشروع مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس:

هو أحد المشروعات الضخمة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والذي يهدف إلى التحول من إنتاج المواد البتروكيماوية التقليدية إلى إنتاج مواد بتروكيماوية متخصصة؛ لتلبية احتياجات السوق المحلية وتصدير الفائض. ويتوقع أن ينتج المشروع 3.5 ملايين طن متري سنويًا من المنتجات البتروكيماوية والبترولية تقريبًا باستثمارات 11.5 مليار دولار لكافة مراحله.

  • مجمع التكرير والبتروكيماويات بمدينة العلمين الجديدة:

يضم مجمع العلمين العديد من المشروعات بإجمالي استثمارات تقدر بنحو 13.9 مليار دولار تضم مشروع مجمع التكرير والبتروكيماويات، حيث يهدف إلى إنتاج 3.9 ملايين طن متري سنويًا من المنتجات البتروكيماوية المتخصصة، بالإضافة إلى ألف طن سنويًا من المنتجات البترولية اعتمادًا على 4 ملايين طن متري من الزيت الخام، كما تضم مشروعات مجمع العلمين "مشروع إنتاج كربونات الصوديوم "الصودا اش" بطاقة تصميمية 600 ألف طن سنويًا تقريبًا.

 

كما أن هناك مشروعات أخرى تخدم صناعة البتروكيماويات الخضراء، وهي: 

  • مشروع الأمونيا الخضراء: في إطار الشراكة بين قطاع البترول المصري وشركة سكاتك النرويجية، تم إبرام اتفاق مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء من الهيدروجين الأخضر في نهاية فبراير 2023 مع كل من الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات وشركة موبكو في دمياط.

     

  • مشروع الميثانول الأخضر: يُعد الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، والذي يتم بالشراكة بين شركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات "انربك" وشركة سكاتك النرويجية الرائدة في مجال حلول الطاقة الخضراء، وبالتعاون مع الشركة المصرية للإيثانول الحيوي. ويهدف المشروع الجديد لإنتاج 40 ألف طن سنويًا من الميثانول الأخضر يمكن زيادتها حتى 200 ألف طن سنويًا.

ويُعد الميثانول الأخضر وقودًا نظيفًا لتموين السفن، وسيشتمل على إنشاء محطات طاقة متجددة بقدرات لا تقل عن 40 ميجاوات للطاقة الشمسية و120 ميجاوات لطاقة الرياح، بالإضافة إلى محلل للهيدروجين الأخضر بقدرة 60 ميجاوات، وكذلك محطة لتحلية مياه البحر ومحطات إنتاج وتخزين للميثانول الأخضر. كما يشتمل أيضًا على أول محطة في مصر لتزويد السفن بالوقود الحيوي الأخضر، وسيقام بميناء دمياط باستثمارات نحو 450 مليون دولار.

  • مشروع إنتاج مشتقات الميثانول:

يتم تنفيذ مشروع شركة السويس لمشتقات الميثانول والذي يهدف إلى تعظيم القيمة المضافة لمادة الميثانول المنتجة بشركة إيميثانكس ومادة اليوريا المنتجة بشركة موبكو والصودا الكاوية المنتجة بشركة البتروكيماويات المصرية، وتدخل منتجاته في صناعة الأسمدة والخرسانة الجاهزة والمواد اللاصقة، التي تحتاجها الصناعة المصرية وتساهم فيه الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات بنسبة 46% وبنوك وشركات محلية بنسبة 45% و9% اكتتاب عام، وتبلغ التكلفة الاستثمارية للمشروع 120 مليون دولار.

  • مشروع بولي أسيتال: يستهدف إنتاج 50 ألف طن سنويًا، بتكلفة الاستثمار تقدر بنحو 400 مليون دولار أمريكي، ويخطط له بدء التشغيل عام 2027.

     

  • شركة شمال أبوقير للمغذيات الزراعية (مشروع إنتاج سماد نترات الأمونيوم):

في مايو 2023 تم وضع حجر الأساس لشركة شمال أبوقير للمغذيات الزراعية (مشروع إنتاج سماد نترات الأمونيوم)، الذي يعتمد على الغاز الطبيعي كمدخل رئيس لإنتاجه، وذلك لإنتاج الأمونيا بطاقة 1200 طن يوميًا، وإنتاج حامض النيتريك بطاقة 1830 طنًا يوميًا، وإنتاج نترات النشادر بطاقة 2400 طن يوميًا.

المصدر

اضغط هنا للتواصل معنا

مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري

IDSC

شهد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري -منذ نشأته عام 1985– عدة تحوُّلات؛ ليُواكب التغيرات التي مرَّ بها المجتمع المصري. فقد اختص في مرحلته الأولى (1985-1999) بتطوير البنية المعلوماتية في مصر، ثم كان إنشاء وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عام (1999) نقطة تحوُّل رئيسة في مسيرته؛ ليُؤدي دوره كمُؤسسة فكر (Think Tank) تدعم جهود مُتخذ القرار في شتى مجالات التنمية، ثم جاء قرار رئيس مجلس الوزراء، رقم 2085 لسنة 2023 بإعادة تنظيم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار كهيئة عامة خدمية، تكون له الشخصية الاعتبارية، ويتبع رئيس مجلس الوزراء؛ تتويجًا لجهوده كمركز فكر حكومي متميز يدعم متخذ القرار على المستوى القومي.
نشرة مركز المعلومات اليومية الإلكترونية (IDSC Newsletter)
تصلكم يوميًا قبل الساعة السادسة صباحًا، عدا يوم السبت وأيام الأجازات الرسمية
Copyright © IDSC 2021, All rights reserved.
تواصل معنا عبر البريد الإلكتروني: newsletter@idsc.net.eg
Want to change how you receive these emails?
You can update your preferences or unsubscribe from this list
Facebook
Twitter
Instagram
LinkedIn
Website
Email
YouTube
SoundCloud