العدد الأسبوعي رقم 165 -  الجمعة 6 سبتمبر 2024

ريادة الأعمال الخضراء.. التفاصيل الكاملة

اضغط هنا لتصفح النشرة من الموقع

صباح الخير قراءنا الكرام،

 

يمضي العالم قُدمًا نحو مواكبة التوجهات المستقبلية التي تتسم في الأساس بالابتكار والاستدامة؛ للتكيف مع التحديات المتزايدة التي تهدد مختلف أوجه الحياة، وفي مقدمتها تغير المُناخ، مما يتحتم معه إحداث تحولات جذرية في أنماط الأنشطة الاقتصادية كافة، لضمان استدامة وكفاءة استغلال الموارد المحدودة، ولتقليل حدة تأثير المخاطر المُناخية. ومن ثم برزت في هذا الإطار توجهات إلى تبني نماذج الاقتصاد الدائري والسياسات الاقتصادية والاستثمارية الخضراء. ومن ناحية أخرى، باتت ريادة الأعمال المحفز الرئيس للنمو الاقتصادي بالاعتماد على الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر كفاعل رئيس له دوره المحوري في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

 وتعتبر ريادة الأعمال الخضراء عاملًا رئيسًا في التعامل مع التحديات المتعلقة بقضايا البيئة والمناخ التي يواجهها المجتمع اليوم، حيث تشمل مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك إدارة النفايات، والتكنولوجيا النظيفة، والزراعة المستدامة، وإنتاج السلع الخضراء، والطاقة المتجددة. وعليه، تلعب ريادة الأعمال الخضراء دورًا حاسمًا في تعزيز التنمية المستدامة، وتخفيف الأضرار البيئية، ومكافحة تغير المُناخ، ودفع النمو الاقتصادي، بما يُمكِّن الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من أن تسهم في النمو المستدام من خلال توفير المزيد من فرص العمل الخضراء والأكثر استدامة. في هذا السياق، يهتم هذا العدد من النشرة الأسبوعية بريادة الأعمال الخضراء من خلال إلقاء الضوء على الأقسام التالية:

  • القسم الأول: ماهية ريادة الأعمال الخضراء

  • القسم الثاني: ريادة الأعمال الخضراء في أرقام

  • القسم الثالث: مجالات ريادة الأعمال الخضراء

  • القسم الرابع: استراتيجيات ريادة الأعمال الخضراء من واقع التجارب الدولية

  • القسم الخامس: مصر وريادة الأعمال الخضراء

اضغط هنا للتواصل معنا

أولًا: مفهوم ريادة الأعمال الخضراء:

يُشير مفهوم ريادة الأعمال الخضراء " green entrepreneurship" إلى الممارسات التي تهدف إلى إنشاء مشروعات من شأنها تنفيذ حلول للمشاكل البيئية، وتعزيز التغيير الاجتماعي حتى لا يتم الإضرار بالبيئة، فهي تعمل على تحسين كفاءة الطاقة والموارد، وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، والنفايات والملوثات، وكذلك حماية النظم البيئية. ويتم ذلك من خلال توفير منتجات وخدمات صديقة للبيئة تحل محل المنتجات والخدمات غير الخضراء، أو من خلال نماذج الأعمال التي تكون في حد ذاتها صديقة للبيئة، مثل: السياحة البيئية، على نحو يسهم في تخضير الاقتصاد. وبعبارة أخرى، تشير ريادة الأعمال الخضراء إلى الشركات والمؤسسات التي تعمل على تطوير منتجات، أو خدمات يمكن استخدامها في كل مكان، ولديها القدرة على حماية النظام البيئي.  

 

المصدر

ثانيًا: ريادة الأعمال التقليدية والخضراء

تُعَد ريادة الأعمال الخضراء فرعًا من فروع ريادة الأعمال التي تركز على تطوير وتنفيذ حلول للقضايا البيئية، فضلًا عن تشجيع التغيير الاجتماعي لمنع الضرر البيئي. وقد اقترح البعض ريادة الأعمال الخضراء كنموذج تجاري جديد، وليس فرعًا من فروع ريادة الأعمال، كونها تهتم بأكثر من مجرد تقديم السلع والخدمات الصديقة للبيئة إلى الأسواق المتخصصة، بما يحفز أصحاب المشاريع الخضراء.

أي إنها على النقيض من ريادة الأعمال التقليدية؛ لا تسعى إلى إنشاء نماذج أعمال مجدية اقتصاديًا وتعظيم الأرباح والمكاسب فحسب، بل تسعى إلى ما هو أكثر من ذلك، حيث تسعى إلى تطوير نماذج أعمال صديقة للبيئة وذات تأثير اجتماعي، حيث يركز الهدف الأساسي لريادة الأعمال الخضراء على ثلاثة محاور أساسية مجتمعة: الناس، والكوكب، وتحقيق الربح.

إن إحدى الطرق الرئيسة التي تختلف بها ريادة الأعمال الخضراء عن تلك التقليدية تتمثل في تركيز ريادة الأعمال الخضراء على الاستدامة، على عكس ريادة الأعمال التقليدية، حيث يسعى روادها إلى دمج الممارسات المستدامة في نماذج أعمالهم. ويشمل هذا كل شيء في دورة الأعمال، بداية من الحصول على المواد بشكل مسؤول، والحد من النفايات، إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتنفيذ برامج إعادة التدوير.

 
المصدر

ثالثًا: أهمية ريادة الأعمال الخضراء

تمثل ريادة الأعمال الخضراء أهمية كبيرة على عدة مستويات، سواء كانت بيئية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، وذلك على النحو التالي:

أهمية بيئية: تلعب ريادة الأعمال الخضراء دورًا حيويًا في معالجة التحديات التي يفرضها تغير المناخ والتدهور البيئي. من خلال تعزيز الممارسات المستدامة، مما يساعد على تقليل انبعاثات الكربون والحفاظ على الموارد الطبيعية، وحماية التنوع البيولوجي. علاوة على ذلك، فإنها تلهم الشركات والأفراد، وتدفعهم إلى تبني ممارسات خضراء، مما يخلق تأثيرًا متموجًا يمكن أن يؤدي إلى مستقبل أكثر استدامة.

أهمية اقتصادية: يمكن لريادة الأعمال الخضراء أن تسهم في خلق فرص العمل والنمو الاقتصادي، حيث يتطلب الانتقال إلى اقتصاد أكثر استدامة تطوير تقنيات وبنية أساسية ونماذج أعمال جديدة. ومع قيام رواد الأعمال الخضراء بريادة هذه الابتكارات، فإنهم يخلقون فرص عمل جديدة ويحفزون النشاط الاقتصادي. على سبيل المثال، شهد قطاع الطاقة المتجددة نموًا كبيرًا على مدى العقد الماضي، مما أدى إلى خلق ملايين الوظائف في أنحاء العالم جميعًا، ودفع التنمية الاقتصادية في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء.
وأيضًا يمكن للشركات الخضراء من خلال تطوير تقنيات ومنتجات محلية مستدامة أن تقلل الاعتماد على الواردات، وتعزز الاقتصادات المحلية.

أهمية اجتماعية: تخلق ريادة الأعمال الخضراء تأثيرًا اجتماعيًا إيجابيًا، حيث تسهم في تحسين جودة الحياة من خلال تقليل التلوث البيئي وحماية الموارد الطبيعية، كما تسهم ريادة الأعمال الخضراء في تحسين جودة الحياة من خلال ترويج الشركات لاستخدام المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة، كما يتم توعية الأفراد بأهمية تبني ممارسات أكثر استدامة في حياتهم اليومية.

اتصالًا، تشجع ريادة الأعمال الخضراء على تبني الشركات للمسؤولية الاجتماعية والبيئية، مما يعزز الثقة بين الشركات والمجتمع، ويزيد ولاء العملاء.

 تحقيق أهداف التنمية المستدامة: ريادة الأعمال الخضراء تلعب دورًا حيويًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال التركيز على الابتكار وتطوير الحلول التي توازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة وتعزيز العدالة الاجتماعية، ويظهر ذلك في عدد من الأهداف، وهي:
 

المصدر

رابعًا: خصائص ريادة الأعمال الخضراء

تتمثل المقومات الرئيسة لريادة الأعمال الخضراء في:  

الاستدامة البيئية: تسعى ريادة الأعمال الخضراء إلى تقليل التحديات البيئية، مثل: استنزاف الموارد الطبيعية، والاحتباس الحراري، واستهلاك الطاقة، وتغير المناخ، وإدارة النفايات، وما إلى ذلك، من خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتنفيذ ممارسات فعالة لإدارة المياه، والحد من توليد النفايات، وتعزيز النقل المستدام، والدعوة إلى بناء المباني الخضراء. 

المسؤولية الاجتماعية: بالإضافة إلى الأهداف البيئية، تلتزم ريادة الأعمال الخضراء بخلق أهداف اجتماعية، سواء من خلال خلق فرص العمل، أو تعزيز الوصول العادل إلى الموارد.

الابتكار وتبني التقنيات الجديدة: تعمل على طرح حلول للمشكلات البيئية من خلال ابتكار وتطوير طرق أو منتجات قد يكون لها تأثيرٌ أفضل في البيئة، للحد من التأثير السلبي للأعمال التجارية في البيئة.

 

تستهدف ريادة الأعمال الخضراء تحقيق العديد من الأهداف؛ من بينها دمج مبادئ الاستدامة في أنشطتها كافة، وتوزيع الفوائد بشكل عادل عبر سلسلة القيمة، فضلًا عن تحقيق بعض الأهداف المجتمعية من خلال الأجور العادلة والمسؤولية المجتمعية، مثل: توظيف الفئات المهمشة، إلى جانب مساعدة المجتمعات على اتباع أساليب مختلفة في أنماط الإنتاج والاستهلاك تهدف إلى ترشيد وحسن استغلال الموارد.

المصدر

في ظل تسارع وتيرة النمو الاقتصادي، وما أدت إليه من تفاقم التدهور البيئي والمناخي، تنامى الطلب على نماذج الأعمال الخضراء، لما تتسم به من ابتكار واستدامة من شأنها أن تسهم في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي ومواجهة التغيرات المناخية.

المصدر

أولًا: السوق العالمية للتكنولوجيا الخضراء
 

تبرز أهمية التكنولوجيا والابتكار بشكل واضح في ريادة الأعمال الخضراء، حيث يعدان أحد أهم مقومات ريادة الأعمال الخضراء، وذلك لمساهمتهما في إنتاج السلع والخدمات ذات الأثر البيئي، كما قد يسهمان في خفض تكلفة المنتجات.

المصدر

بلغت القيمة السوقية العالمية للتغليف الأخضر في عام 2023، نحو 259 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تصل إلى 393 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2032، ويستخدم التغليف الأخضر، المعروف أيضًا باسم التغليف المستدام، مواد وتقنيات تصنيع لتقليل استخدام الطاقة، والحد من التأثيرات الضارة للتغليف في البيئة. غالبًا ما تتضمن حلول التغليف الأخضر موادَ قابلة للتحلل وإعادة التدوير بدلًا من المواد غير القابلة لإعادة التدوير مثل: البلاستيك.
 

المصدر

ثانيًا: الوعي العالمي بالممارسات الأكثر استدامة

تتطلب ريادة الأعمال الخضراء زيادة الوعي لدى الأفراد بالقضايا البيئية، وتغير في ممارساتهم الاستهلاكية لممارسات أكثر استدامة، وذلك يتطلب انتشار المنتجات صديقة البيئة بالشكل الذي سيؤدي إلى تحفيز أصحاب المشاريع الخضراء.

المصدر

ثالثًا: الوظائف الخضراء

أصبحت المهارات الخضراء، وبشكل متزايد من بين متطلبات المهارات المضافة حديثًا، وقد تم بلورة ميثاق الوظائف الخضراء للشباب من قبل كل من: منظمة العمل الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)؛ لمعالجة العجز في المهارات الخضراء، وتعزيز الانتقال العادل إلى الاقتصاد الدائري. يستهدف الميثاق خلق مليون وظيفة خضراء جديدة للشباب، وتسريع تحويل مليون وظيفة قائمة إلى وظائف خضراء، مع دعم 10 آلاف من رواد الأعمال الشباب لإنشاء وتنمية أعمالهم الخضراء المستدامة، وذلك بحلول عام 2030. وثمة 3 مسارات يتضمنها ذلك الميثاق، وهي: التوظيف وريادة الأعمال، والتعليم والمهارات الخضراء، وتمكين الشباب، وإشراكهم.


المصدر

ومن المهارات الخضراء التي تشهد نموًا؛ مجال صناعة السيارات؛ فقد ارتفعت حصة العُمَّال الذين يتمتعون بمهارات السيارات الكهربائية بمتوسط ​​بلغ 61% بين عامي 2018، و2023.  وتعتبر البلدان التي لديها أكبر حصة من العاملين في مجال السيارات ذوي مهارات السيارات الكهربائية اعتبارًا من مارس 2023، هي السويد (8.1%)، والمملكة المتحدة (7.3%)، وألمانيا (6.1%). وتتخلف الولايات المتحدة عن الركب، حيث يمتلك 3.7% من العاملين فقط في مجال السيارات مهارات السيارات الكهربائية.

 


المصدر

السياحة البيئية: وفقًا لتعريف الأمم المتحدة للسياحة، تشير السياحة البيئية إلى أشكال السياحة المعتمدة على الطبيعة، التي يكون الدافع الرئيس للسياح فيها هو رصد الآثار البيئية، والحفاظ على الطبيعة، بالإضافة إلى دعم الثقافات التقليدية السائدة في المناطق الطبيعية، وتدعم الحفاظ على المناطق الطبيعية التي تستخدم كمناطق جذب سياحي.

 
المصدر

البناء الأخضر والمدن الذكية: يشمل البناء الأخضر مبادئ التأثير البيئي وإدارة الموارد، وتنفيذ إعادة التدوير، ويمكن أن يساعد استخدام مواد البناء الخضراء في البناء على تقليل إنتاج النفايات وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

 
المصدر

الأزياء صديقة للبيئة: هناك طلب متزايد على الملابس المصنوعة من مواد عضوية، أو مُعاد تدويرها، فضلًا عن العلامات التجارية التي تعطي الأولوية لممارسات العمل الأخلاقية. ولقد اكتسبت شركات، مثل: باتاجونيا شعبية كبيرة؛ بسبب "تخضير" سلسلة التوريد الخاصة بها.

 
المصدر

النقل الأخضر: توفر المركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات خيارَ النقل الخالي من الكربون والانبعاثات. وهناك العديد من الأمثلة لرواد الأعمال الناجحين في المجال، ومن بين هذه الأمثلة شركة تسلا؛ الشركة المُصنعة للسيارات الكهربائية، التي أسسها "إيلون ماسك". من خلال تطوير السيارات الكهربائية وترويجها، أحدثت تسلا ثورة في صناعة السيارات، وخفضت بشكل كبير انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من وسائل النقل.

الزراعة الذكية والأغذية الخضراء: استخدام تقنيات الزراعة العمودية في المناطق الحضرية لتقليل استخدام الأراضي والمياه والمبيدات. وتزايد الاهتمام بالزراعة العضوية والممارسات الزراعية المستدامة التي تحافظ على التنوع البيولوجي وتحمي البيئة. شهدت أسواق الأغذية الخضراء، أو المستدامة نموًا عالميًا منذ تسعينيات القرن العشرين، وفي الوقت الحالي تلعب المتاجر الكبرى في العديد من البلدان دورًا محوريًا، باعتبارها بائعًا لمنتجات الأغذية الخضراء المستدامة. على سبيل المثال، أحدثت شركات، مثل: Beyond Meat وImpossible Foods ثورة في صناعة الأغذية من خلال تطوير بدائل اللحوم النباتية التي تشبه اللحوم الحقيقية في المذاق والمظهر.


المصدر

التمويل الأخضر والقروض الخضراء: ازدياد الاهتمام بالاستثمارات المستدامة وصناديق الاستثمار البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG)، مما يعزز دور التمويل الأخضر في دعم الشركات الناشئة الصديقة للبيئة. وظهور القروض الخضراء كأداة مالية لدعم المشاريع التي تسهم في الحفاظ على البيئة.

 

المصدر

ريادة الأعمال الخضراء ما بين الفرص والتحديات

ثمة العديد من الفرص والمكتسبات التي من شأنها أن تحفز التحول إلى تبني نموذج ريادة الأعمال الخضراء، لما قد يترتب عليها من مكاسب، مثل: تعزيز فرص التسويق للمنتجات الخضراء، ومن ثم تحسين المبيعات بفضل ما باتت تحظى به تلك المنتجات من ثقة لدى العملاء، فضلًا عن تحسين فرص جذب الاستثمارات والتمويل، كما أنه بفضل تحسين فرص الامتثال إلى التشريعات البيئية والتوجهات المستقبلية لتحقيق الاستدامة، سيسهم ذلك في فتح آفاق وفرص تجارية في أسواق جديدة على نحو يعزز الانخراط الفعال في سلاسل القيمة، هذا إلى جانب العمل على تعزيز الكفاءة، وخفض تكاليف التشغيل، مع توفير بيئة عمل صحية على مختلف الأصعدة.

كما أن هناك بعض العوامل والمحفزات التي قد تدفع الأفراد إلى أن يصيروا روادًا للأعمال الخضراء، من بينها الأنظمة التعليمية حينما تقدم تشجيعًا للطلاب لانتهاج هذا النهج، مع تزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة، إلى جانب الكفاءة والخصائص الذاتية للأفراد، وكذا القدرات والتوجهات الاستثمارية لدى الأفراد بشأن السعي إلى تحقيق الإنجازات وتجنب المخاطرة.

ومع ذلك، فثمة بعض العوائق والتحديات التي قد تعرقل مسار التحول إلى تبني نموذج ريادة الأعمال الخضراء:

  • اعتبارات التكلفة خصوصًا في المراحل الأولى للتحول على نحو قد يجعل التكلفة تفوق العائد منها، بما قد يمنح الأفضلية للمنافسين الآخرين من غير الممتثلين إلى اعتبارات البيئة والتحول الأخضر، فهي تؤتي ثمارها على المدى البعيد، كما أن تلك الاعتبارات قد تتسبب في زيادة تكلفة الإنتاج والتسعير.

  • ترسيخ أنماط التفكير الملائمة لنموذج الأعمال الأخضر بين أفراد المؤسسة جميعًا، وأنشطتها كافة في ظل تعقد ذلك النموذج الذي يتطلب الموازنة بين البيئة والربح والمجتمع، بل قد تفقد تلك الشركات مصداقيتها في حال الإفراط في توصيف حالها باعتبارها خضراء دون أن يكون أداؤها ومخرجاتها وأخلاقياتها متسقة مع هذا التوجه، على نحو يمكن وصفه بـ "التضليل الأخضر"، فثمة حاجة إلى المتابعة والتقييم للتحقق من بلوغ ذلك التحول مبتغاه الفعلي."

  • الافتقار إلى الوعي ومحدودية الوصول إلى التمويل والموارد، والحواجز التنظيمية، والمقاومة من جانب الصناعات القائمة.

المصدر

القسم الثالث: استراتيجيات ريادة الأعمال الخضراء من واقع التجارب الدولية

 

تتبنى الدول المختلفة استراتيجيات متنوعة لدعم ريادة الأعمال الخضراء، بما يتناسب مع مواردها وأولوياتها البيئية. ومن أمثلة تلك الدول:

 

وفيما يلي نقدم عرضًا أكثر تفصيلًا لبعض تجارب ريادة الأعمال الخضراء من واقع تجارب كل من: الهند، وألمانيا، والأردن.

1- تجربة الهند في ريادة الأعمال الخضراء

 

 باعتبارها أحد الاقتصادات الناشئة، وبموجب تجربتها الوليدة فيما يتعلق بالتوجهات الخضراء، برز في هذا الإطار العديد من الشركات الناشئة الخضراء خاصة في ظل ما وجدته من سياق مُحفز لها على النمو بفضل الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ومن أهم هذه الشركات:

  • شركة Mitti Cool Clay Creations: تختص ميتي كول العلامة التجارية بتصنيع وبيع منتجات الطين المبتكرة، وأسسها رجل أعمال من المناطق الريفية، وتم إدراجه في قائمة فوربس لأفضل سبعة رواد أعمال ريفيين في عام 2010، لابتكاراته الصديقة للبيئة. ولقد حرص على تطوير تلك الحرفة التقليدية بالاعتماد على الحلول الابتكارية، مثل: فكرة تصنيع ثلاجة طينية تعمل دون كهرباء، وتعمل بالاعتماد على التبخر، إذ يتساقط الماء من الغرف العلوية على الجوانب، ويتبخر ويترك الغرف باردة، مما يجعلها ابتكارًا صديقًا للبيئة وبأسعار معقولة، وأسهمت ريادة الأعمال تلك في إحياء فن صناعة الأواني الفخارية صديقة البيئة، وحققت جهودًا تسويقية للترويج للمبيعات داخل وخارج الهند.

  • شركة Green Oil Energy Sciences (Pvt.) Ltd. : هي شركة نشاطها الأساسي الابتكار لتحويل النفايات إلى طاقة متجددة وسماد عضوي مُخصب، ويهتم مؤسسها بقضايا التدهور البيئي ومخاطره الطويلة الأمد، مما دفعه إلى تحمل المخاطر لتأسيس مشروعٍ صديقٍ للبيئة، وكانت لديه أيضًا أهدافٌ اجتماعية من خلال استهداف تطوير تقنيات من شأنها تمكين سكان الريف من توليد الطاقة المتجددة وبأسعار معقولة باستخدام المنتجات العضوية المتاحة محليًا، بالإضافة إلى توفير فرص العمل للسكان المحليين، وتعزيز مكاسبهم الاقتصادية التي حققوها بفضل ذلك النشاط الابتكاري، الذي ساعدهم على التربح من المخلفات.

  • شركة Maa Danteshwari Herbal Products: هي شركة أعشاب تقوم بزراعة النباتات باستخدام الأسمدة العضوية الصديقة للبيئة واستخدام الطاقة المولدة من النفايات الحيوية. وجاءت بداية ذلك المشروع كصناعة منزلية اتسعت لتصبح حاليًا بمثابة إمبراطورية عشبية تبلغ مساحتها 1000 فدان، تنتج النباتات العشبية العضوية والطبية والعطرية والأنواع النادرة والمهددة بالانقراض وما إلى ذلك. وكان الدافع الرئيس لرائد الأعمال المؤسس لها هو الأهداف الاجتماعية والبيئية المتمثلة في توليد عمل مستدام للمزارعين الهامشيين وصغار المزارعين من خلال تطوير طريقة مربحة لممارسة الزراعة، عوضًا عن الاعتماد على المبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية باهظة الثمن التي كبدتهم المزيد من الخسائر والديون. كما قد أسهمت تلك الأنشطة في تعزيز التنوع البيولوجي والاستدامة البيئية. ورغم ما حققته الشركة من نجاحات، فإنها لا تزال تواجه بعض الصعوبات، مثل: نقص التمويل ومحدودية الوصول إلى التكنولوجيا الزراعية القابلة للتطبيق تجاريًا.

المصدر

2- تجربة ألمانيا في ريادة الأعمال الخضراء


تعد ألمانيا إحدى أهم الدول الرائدة عالميًا في مجال الاستدامة، مما سمح لها بأن يكون لديها سياقٌ محفزٌ لنمو وازدهار الشركات الناشئة وخصوصًا الخضراء التي تركز على الاستدامة البيئية. وقد أصبحت مدن، مثل: برلين، وميونيخ، وهامبورج مركزًا للشركات الناشئة المخصصة لتطوير الحلول صديقة البيئة والتقنيات الخضراء في العديد من المجالات، مثل: حلول الطاقة المتجددة والنقل المستدام وإدارة المخلفات والزراعة الذكية، وفيما يلي بعض منها.

  • شركة GreenPocket: وهي شركة رائدة في مجال استهلاك وإدارة الطاقة، من خلال تحقيق أقصى استفادة من البيانات والمؤشرات المتعلقة باستهلاك الطاقة لتوليد حلول قائمة على تلك البيانات من أجل المساهمة في تتبع البصمة الكربونية وخفض استهلاك الطاقة والوصول إلى الحياد الكربوني، وذلك بالاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي، ورقمنة قطاع الطاقة.

  • شركة BIO-LUTIONS : وهي شركة تستهدف إنتاج حلول محلية للقولبة الجافة، والتغليف بالاعتماد على المواد الطبيعية والمستدامة، مثل: الألياف القابلة لإعادة التدوير، والتي من شأنها أن تكون بديلًا صديقًا للبيئة، وأقل تكلفة للتغليف البلاستيكي ذي الاستخدام الواحد، على نحو يسهم في تقليل النفايات البلاستيكية، وبما يتماشى مع الأطر التشريعية الأوروبية ذات الصلة.

  • مركز ريادة الأعمال الخضراء: وهو مركز تابع لجامعة "فان هول لارينستين للعلوم التطبيقية (VHL)"، ويُعتبر مركزًا معرفيًا ملهمًا يختص بتعزيز ودعم ريادة الأعمال المستدامة عبر تقديم الاستشارات والتدريبات والمرافق التكنولوجية والقروض الصغيرة ومختبرات الأفكار، فضلًا عن فرص التشبيك والتواصل مع الأقران والشركات وأصحاب المصالح وصناع القرار. ويركز المركز على 4 مجالات رئيسة؛ الأعمال الدولية، وريادة الأعمال الاجتماعية، وريادة الأعمال الداخلية المعنية بالتطوير الأخضر للمؤسسات، وكذلك المشاريع في مجال الاقتصاد الدائري.

المصدر

3- تجربة الأردن في ريادة الأعمال الخضراء

تنفذ الأردن اتفاقية لإطلاق مشروع تطوير ريادة الأعمال الخضراء في البلاد، وتهدف الاتفاقية إلى تحفيز الشباب الأردني على إقامة مشاريع ريادية خضراء مستدامة تعتمد الأسس العلمية الممنهجة لتقديم خدمات، أو سلع خضراء تسهم في الحفاظ على البيئة، وتساعد على التنمية الاقتصادية وفق المعايير والأسس المتبعة الدولية والوطنية.

وتأتي هذه الاتفاقية كجزء مهم للتعاون بين القطاعين العام والخاص لدعم وتنمية المشاريع الريادية وخاصة الخضراء منها، التي تُعنى بالحفاظ على البيئة، وفتح مجالات جديدة للشباب الأردني لبناء مشاريع ريادية، تسهم في توليد مصادر دخل مختلفة للشباب الأردني في مختلف المحافظات، وفي الوقت ذاته تساعد على زيادة التشغيل، والتشغيل الذاتي.

المصدر

مصر ليست ببعيدة عن اللحاق بركب التحول إلى ريادة الأعمال الخضراء ومواكبة ذلك التوجه العالمي.



 

تستهدف الدولة المصرية زيادة نسبة الاستثمارات العامة الخضراء بحلول عام 2024/2025، إلى 50% من إجمالي الاستثمارات العامة، وذلك مقارنة بنحو 15% عام 2020/2021، وذلك مع وضع أول إطار لدليل معايير الاستدامة البيئية، ليتم تطبيقه على مشروعات الموازنة العامة، فيما تستهدف مصر مواصلة رفع النسبة إلى 75% في عام 2030.

أولًا: الجهود المحلية لتحفيز التوجه إلى ريادة الأعمال الخضراء

أبرز تلك الجهود والمبادرات، سواء تلك التي تبنتها الحكومة المصرية لتحفيز التوجه إلى ريادة الأعمال الخضراء، أو تلك التي تتم عبر أطر التعاون مع الشركاء الإنمائيين الدوليين: 

المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية:

 

انطلقت المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في شهر أغسطس 2022، بموجب قرار السيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء رقم 2738 لسنة 2022، وبرعاية السيد رئيس الجمهورية، لتُمثّل مبادرة تنموية مصرية رائدة تستهدف تحفيز الأفكار الإبداعية، والتنفيذ العملي للمعالجات البيئية المبتكرة في محافظات مصر كافة؛ للتعامل مع تحديات تغيُّر المُناخ، تمهيدًا لتبنيها على المستوى الأممي. 

وقد جاءت المبادرةُ الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية لتستهدف رفع وعي المواطن المصري بظاهرة تغيُّر المُناخ وتحدياتها، وبقضايا التنمية المستدامة بصفة عامة في مختلف المحافظات، في ضوء إدراك الدولة الواعي للارتباط الوثيق بين التنمية والمشاركة المجتمعية، وهو ما انعكس على حجم المشاركة في هذه المبادرة التي فاقت التوقعات رغم قِصَر المدة الزمنية المخصصة للتنفيذ؛ حيث تقدَّم ما يزيد على ستة آلاف مشروع في الدورة الأولى للمبادرة، وغطت المشروعات مجالات تنموية توليها الدولة أهمية قصوى، وهي: الطاقة، وتدوير المخلفات، ومواجهة التلوث، والتكيّف مع التغيُّر المُناخي، وخفض الانبعاثات، بالإضافة إلى تحقيق الاستدامة.

وقد تم الإعلان عن 18 مشروعًا فائزًا في الدورة الثانية للمؤتمر الوطني لتلك المبادرة في نوفمبر 2023، بعد استعراض نحو 154 مشروعًا من المحافظات كافة، ومنها مشروعات من فئة المشروعات الصغيرة، مثل: مشروع بساطة البيئي، ومشروع البيوت الريفية الخضراء بالوادي الجديد، ومشروع إكسرجي للتدفئة النظيفة لمزارع الدواجن.

المصدر

المبادرة الوطنية لرواد الأعمال في مجال الاستدامة (NISE)

هي شراكة وطنية تهدف إلى دعم رواد الأعمال العاملين في قطاعات الاقتصاد المستدام الأخضر والأزرق في مصر، أطلقتها وزارة البيئة المصرية في أكتوبر 2022، بالشراكة مع الشركاء الأوروبيين، مثل: مركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا (CEDARE) وMedWaves ،مركز الأنشطة الإقليمية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة / خطة عمل البحر الأبيض المتوسط ​​للاستهلاك والإنتاج المستدامين)، وقد صُممت لتكون منصة فريدة تجمع بين مختلف الجهات الفاعلة، وأصحاب المصالح المنخرطين في مجال الاستدامة.

من شأن تلك المبادرة أن تسهم في تمكين رواد الأعمال المستدامين وتعزيز الخدمات المقدمة، فضلًا عن خلق فرص عمل مستدامة في مختلف المحافظات، إلى جانب تعزيز التواصل بين مختلف أصحاب المصالح وصُناع السياسات ورواد الأعمال، مع تبادل المعلومات والرؤى والمعارف للتغلب على التحديات ذات الصلة، مع تقديم المزيد من الدعم والخدمات التي من شأنها دعم نجاح تلك المشروعات.

كحافز إضافي، تقدم NISE إلى رواد الأعمال المستدامين الأكثر تميزًا فرصة الاستفادة من مرحلة حضانة مدتها ستة أشهر. طوال فترة الحضانة، يستفيد رواد الأعمال من خدمات الإرشاد والدعم الفني، وسيتم تدريبهم على طرح أفكارهم أمام الجهات الفاعلة المالية.

المصدر

مبادرة الشراكة الوطنية Switch Med 

 

 

SwitchMed "سوتشميد": هي مبادرة يمولها الاتحاد الأوروبي لتعزيز أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامين (SCP) في ثمانية بلدان من جنوب البحر الأبيض المتوسط: (الجزائر، ومصر، وإسرائيل، والأردن، ولبنان، والمغرب، وفلسطين، وتونس)، يدعم SwitchMed بشكل مباشر تعزيز بيئة السياسة التمكينية، وممارسات القطاع الخاص، وتسهيل تبادل الخبرات بين أصحاب المصلحة. كما يهدف إلى تحفيز خلق فرص تجارية أكثر مراعاة للبيئة، وتوفير فرص عمل لائقة مع تقليل الأثر البيئي لأنشطة الاستهلاك والإنتاج. 

تركز المكونات والأنشطة المختلفة لبرنامج SwitchMed على ما يلي:

  •  دمج الاستهلاك والإنتاج المستدامين في السياسة الوطنية.

  • بناء وتعزيز قدرات الشركات ومنظمات دعم الأعمال التجارية، والكفاءة في استخدام الموارد، وتدعيم مقدمي خدمات الإنتاج الأنظف والسلطات الحكومية من خلال التدريبات والتوجيه، والمساعدة التقنية.

  • رفع مستوى الوعي والمعرفة في القطاعين الخاص والعام من أجل ضمان ملكية العمل والمساعدة على بناء مجتمع الممارسة بشأن الاستهلاك والإنتاج المستدامين.

المصدر

مشروع التأثير الأخضر GIMED

 يستهدف تعزيز تطوير المشاريع المبتكرة بيئيًا من أجل خلق فرص العمل ودفع الاقتصاد الأخضر والدائري في إقليم البحر الأبيض المتوسط، حيث تم بلورة "معيار ريادة الأعمال الخضراء"، الذي يوحد المدخلات اللازمة لتوليد مشاريع ناجحة، وسيعطي هذه المشاريع علامة الجودة للوصول بشكل أفضل إلى التمويل والأسواق. إلى جانب تقديم التدريب والتوجيه إلى المبدعين البيئيين، وتشجيع الممولين على الاستثمار في قطاع الابتكار البيئي في الإقليم.

 

الإنجازات المتوقعة للمشروع في دول الإقليم

  • 100 مبادرة لبناء القدرات مخصصة لأصحاب المشاريع في مجال التصميم البيئي، ونمذجة الأعمال التجارية الخضراء

  • 200 دورة تدريبية حول الوصول إلى التمويل والأسواق

  • 8 منح فرعية لتعزيز إنشاء الأعمال التجارية وتطويرها

  • 10 برامج تشابكية للتواصل بين رواد الأعمال والمستثمرين

  • 5 دورات تدريبية مخصصة للمؤسسات العامة حول دعم ريادة الأعمال البيئية

وفي مصر، تم اختيار 19 مشروعًا رياديًا أخضر لتدريبهم وتأهيلهم من أجل التنافس للحصول على 4 منح تمويلية بقيمة 7.500 يورو لكل منها، وذلك في العديد من المجالات، مثل: الغذاء والزراعة المستدامة، وكفاءة الموارد وإدارة النفايات المستدامة، والبناء والتنقل المستدامين، والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والاتصالات والمعدات الكهربائية والإلكترونية المستدامة، والمنسوجات والملابس المستدامة، والسياحة المستدامة، وغيرها.

المصدر

جائزة الريادة الخضراء EEA/AmCham Egypt Green Award

 


تتعاون فيها الغرفة التجارية الأمريكية مع شركة تطوير مصر لتكريم رواد الأعمال المصريين في مختلف القطاعات، مع تخصيص جائزة لريادة الأعمال الخضراء؛ تشجيعًا لجهود الشركات المصرية المبتكرة التي جمعت بين النجاح الاقتصادي والابتكار البيئي في نموذج أعمالها للتغلب على التحديات الملحة، وحصدت تلك الجائزة في عام 2022، الشركة الناشئة "كرم سولار" المعنية بتمكين الشركات والمجتمعات المصرية من استخدام الطاقة المتجددة من خلال تطوير حلول الطاقة لمجموعة من الصناعات الزراعية، والصناعية، والتجارية، والتعدينية، والسياحية، بالإضافة إلى المنازل السكنية.

المصدر

ثانيًا: النماذج المصرية الواعدة في مجال ريادة الأعمال الخضراء 

في هذا القسم يمكن إلقاء الضوء على بعض النماذج الناجحة في مجال ريادة الأعمال الخضراء في العديد من القطاعات والمجالات:

  • Banlastic Egypt: تستهدف معالجة مشكلة تلوث البلاستيك من خلال استهداف حظر استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وتوفير وتطوير منتجات بديلة صديقة للبيئة، وتقديم التدريبات، وورش العمل التفاعلية، وتنظيم العديد من الأنشطة البيئية وحملات التنظيف، مع العمل على دعم المشاريع البيئية، والتواصل مع صناع القرار لإيجاد حلول للقضايا البيئية المختلفة. وحازت جائزة ARLEM لرواد الأعمال الشباب في 2022، والمقدمة من الاتحاد من أجل المتوسط.

     
  • LifeBox: وهي تعد منصة لتقديم حل مبتكر لا مركزي لتعزيز الوصول إلى الطاقة النظيفة والمياه المُحلاة بتكاليف منخفضة خصوصًا في المناطق النائية والمهمشة. كما أنها تشكل مركز إغاثة للكوارث المرتبطة بالمناخ، وغيرها من حالات الطوارئ، إلى جانب المساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية. وقد اختيرت كجزء من برنامج اليونيسف Innovation30 للمبتكرين الشباب الذين يشكلون المستقبل.

     
  • Noor-Nation هي أول شركة ناشئة في مجال الطاقة المتجددة في إفريقيا، ومقرها مصر، وتعمل على توفير أساسيات الحياة من خلال حلول البنية التحتية اللامركزية للمناطق المهمشة وغير المتصلة بالشبكة محليًا وقاريًا لتعزيز حصولهم على الطاقة المتجددة والمياه.

     
  • Farawla-Tech: وتستهدف تصميم وتنفيذ أنظمة الزراعة دون تربة لإنتاج الفراولة، مع توفير أنظمة تتبع بتقنية الزراعة الاستباقية لتوفير احتياجات النبات المثلى والدقيقة في التوقيتات الصحيحة من الأسمدة والمياه، مما يسهم في تقليل تكاليف الإنتاج، وذلك بالاعتماد على أدوات القياس والمطابقة الفنية، مثل: المجسات، هذا بالإضافة إلى تأمين الاستثمار الزراعي وحمايته من مخاطر الآفات وتقليل الآثار السلبية لتغير المناخ، فضلًا عن تحسين إدارة الموارد، مثل: المياه والحفاظ على التربة من الممارسات السلبية، مثل: الزراعة الأحادية، والإفراط في التسميد الذي يستنزف خصوبة التربة وجودتها. 

المصدر

ختامًا، التحول إلى عالم أكثر استدامة من خلال دعم ريادة الأعمال الخضراء هو بالفعل قضية محورية تستحق الاهتمام الكبير. هذا التوجه لم يعد خيارًا، بل ضرورة لضمان التنمية المستدامة والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في الحاضر والمستقبل. ورغم الخطوات الجادة التي تبذلها الدول في هذا المجال، فإنه لا تزال هناك تحديات تعوق تسريع هذا التحول. تلك التحديات تتطلب تكثيف الجهود المشتركة من قِبل الحكومات والشركات والمجتمعات لتذليلها، وتحفيز التوسع في تبني نماذج ريادة الأعمال الخضراء. كذلك يجب تعزيز تخضير الوظائف وتحويل أنماط الإنتاج والاستهلاك لتكون أكثر توافقًا مع المعايير البيئية.

 

اضغط هنا للتواصل معنا

مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري

IDSC

شهد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري -منذ نشأته عام 1985– عدة تحوُّلات؛ ليُواكب التغيرات التي مرَّ بها المجتمع المصري. فقد اختص في مرحلته الأولى (1985-1999) بتطوير البنية المعلوماتية في مصر، ثم كان إنشاء وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عام (1999) نقطة تحوُّل رئيسة في مسيرته؛ ليُؤدي دوره كمُؤسسة فكر (Think Tank) تدعم جهود مُتخذ القرار في شتى مجالات التنمية، ثم جاء قرار رئيس مجلس الوزراء، رقم 2085 لسنة 2023 بإعادة تنظيم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار كهيئة عامة خدمية، تكون له الشخصية الاعتبارية، ويتبع رئيس مجلس الوزراء؛ تتويجًا لجهوده كمركز فكر حكومي متميز يدعم متخذ القرار على المستوى القومي.
نشرة مركز المعلومات اليومية الإلكترونية (IDSC Newsletter)
تصلكم يوميًا قبل الساعة السادسة صباحًا، عدا يوم السبت وأيام الأجازات الرسمية
Copyright © IDSC 2021, All rights reserved.
تواصل معنا عبر البريد الإلكتروني: newsletter@idsc.net.eg
Want to change how you receive these emails?
You can update your preferences or unsubscribe from this list
Facebook
Twitter
Instagram
LinkedIn
Website
Email
YouTube
SoundCloud
WhatsApp