وتُعزى الأهمية الكبيرة لقناة السويس إلى عدد من المزايا التي توفرها للتجارة الدولية، بما في ذلك:
ضمان سرعة رحلات الشحن:
تُعد قناة السويس أقصر طريق للنقل البحري من الشرق إلى الغرب مقارنة بطرق الشحن البديلة؛ حيث تمتد لمسافة 194 كم وتربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي عبر البحر الأحمر، وتسهم في توفير 7 - 10 أيام من الوقت؛ حيث يتم تقليص الرحلة بمقدار 12 ألف كيلومتر، وهو ما يُعد أمرًا إيجابيًّا بالنسبة للشركات التي تتطلع إلى تسريع عمليات التسليم لتحقيق عوائد سريعة على الاستثمار.
إضافة إلى ذلك، فإن مسار الشحن مخصص لزيادة حركة المرور؛ مما يعني أن هناك احتمالات أقل لحدوث تأخيرات أو تعطيلات. ونظرًا لأن الممر المائي مخصص للتجارة العالمية فقط، فمن غير المرجح أن تواجه شركات الخدمات اللوجستية مشكلات إدارية أو تنظيمية، والتي يمكن أن تخلقها مسارات الشحن البديلة. كما أن الصيانة الجيدة المستمرة لقناة السويس تجعلها خيارًا جذابًا لشركات الشحن التي تريد نقل كميات كبيرة من البضائع بسرعة وكفاءة.
هذا، وتواصل قناة السويس تقديم الدعم لصناعة النقل البحري من خلال التطوير المستمر؛ حيث تم تنفيذ العديد من مبادرات التوسع على قناة السويس، مثل: المسار المزدوج، وزيادة عمق القناة، كما تمت زيادة الطول الملاحي للقناة من 80.5 كم إلى 111.2 كم؛ مما يتيح حركة السفن في كلا الاتجاهين.
ونتيجة لذلك تضاعف عدد السفن العابرة للقناة يوميًّا من 49 إلى 93 سفينة، كما انخفضت مدة العبور من 18 إلى 11 ساعة نتيجة لتوسعة قناة السويس. الأمر الذي يسهل عبور 93% من أسطول البضائع السائبة الجافة العالمي، بما في ذلك 100% من سفن الحاويات، و63% من ناقلات النفط، و100% من أنواع السفن الأخرى.
كفاءة عالية وتوفير في التكاليف:
سبب آخر يُمكِّن قناة السويس من تسهيل عبور مثل هذا القدر الكبير من التجارة العالمية هو أنها تقدم حلًّا فعالًا من حيث التكلفة للشركات؛ حيث يمكنها استلام منتجاتها بشكل أسرع وإنفاق مبالغ أقل من خلال اختيار عدد أقل من الشحنات لتسليم العناصر نفسها، باستخدام حاويات الشحن الأكبر حجمًا. كما تسهم في تحسين إدارة الوقت، وتقليل استهلاك الوقود، وتوفير المال الإجمالي.
بالإضافة إلى ذلك فإن الشحن البحري له تأثير أقل على البيئة؛ حيث يمكن القيام بعدد أقل من الرحلات. كما أن السفن نفسها أكثر استدامة إلى حد ما، وهو ما يعني أن بعض الضرائب الإضافية المتراكمة بسبب أشكال الشحن الأخرى التي ليست جيدة للبيئة، لا تنطبق على الخدمات اللوجستية البحرية؛ مما يعني أن الشركات سيكون لها بصمة كربونية أقل.
رابط مباشر من آسيا إلى أوروبا:
تنبع شعبية التجارة على طول قناة السويس من حقيقة أن آسيا تُعَد اللاعب الأكبر عندما يتعلق الأمر بالتصنيع، ومن ثمَّ توفر القناة طريق شحن مباشرًا بين أوروبا وآسيا؛ مما يلغي الحاجة إلى توجه السفن نحو الطرف الجنوبي من إفريقيا، وبالتالي ضمان خفض التحديات اللوجستية والحاجة إلى التخطيط.
علاوة على ذلك، فقد نجحت قناة السويس في تقليل أوقات الشحن وتكاليف النقل المرتبطة بالتجارة بين آسيا وأوروبا، لا سيما مع توجه العديد من الشركات في الغرب نحو تكاليف الإنتاج الأساسية الأقل سعرًا، من خلال الحصول على عناصر الإنتاج من وجهات أخرى. من ثمَّ، فإن القدرة على خفض التكاليف، من خلال الحصول على المصادر من هذه المواقع، مع الاستفادة من التسليم السريع عبر القناة يعني أن الشركات يمكن أن تظل قادرة على المنافسة، وهذا يعزز أيضًا الاقتصادات في كل من أوروبا وآسيا؛ حيث يمكن تحسين نشاط الأعمال.
ومع بدء تعافي الأسواق العالمية بعد بضع سنوات من عدم اليقين الاقتصادي والعالمي، من المتوقع أن تستمر نسبة التجارة العالمية التي تمر عبر قناة السويس في الارتفاع على الأرجح على مدى العقود القادمة.
|